فشلت جبهة البوليساريو الانفصالية، مجدداً، في عرقلة شحنات الفوسفاط المغربي القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية والمتجهة إلى موانئ نيوزيلاندا. ونقلت مصادر نيوزيلندية تفاصيل مُثيرة عن تعقب جبهة البوليساريو لمسار السفينة المحملة بالفوسفاط المغربي منذ إبحارها انطلاقا من ميناء مدينة العيون المغربية بداية شهر يونيو الماضي، في خطوة كانت تهدف إلى عرقلة وصولها أو إقناع السلطات المحلية بمنعها من الدخول إلى الموانئ النيوزيلندية. ورست الباخرة، التي تحمل اسم "فينتشر بيرل" والمحملة ب55 ألف طن من الفوسفاط المغربي، في ميناء "تاورانجا" بنيوزيلاندا أمس الأربعاء، وفقا لما ذكره موقع "Stuff" النيوزيلندي. وأشار المصدر ذاته إلى أن "السفن التي تُسافر إلى نيوزيلندا وعلى متنها الفوسفاط تسلك طريقا مغايرا، حيث تتجنب بعض البلدان الإفريقية وقناة بنما وهي المنطقة التي احتجزت في سنة 2017 شحنة مغربية قبل أن تفرج عنها". وأعلنت جبهة البوليساريو، عبر ممثلها لدى أستراليا ونيوزيلندا، أنها سترفع دعوى قضائية في نيوزيلندا ضد شركتي "بالانص" و"رافنزداون" النيوزلنديتين، من بين الشركات النيوزيلندية التي تشتري الفوسفاط المغربي. وأقرت البوليساريو، في تصريح نقله المصدر النيوزيلندي، بفشلها في إقناع الشركات العالمية بوقف شراء الفوسفاط المغربي، وقال ممثل الجبهة الانفصالية: "لم يتبق لدينا المزيد من الخيارات سوى اتباع الطرق القانونية، لقد فشلت كل مبادراتنا الأخرى". من جهته، نفى المتحدث باسم شركة "بالانص" مجموعة من الشائعات التي روجتها الجبهة بخصوص شحنة الفوسفاط القادمة من ميناء العيون، وقال المسؤول ذاته إن "السفينة لم تعمد إلى إخفاء مسار الرحلة"، مؤكدا أن إعلان الرحلة كان شرطا أساسيا لتسليم الشحنة في نيوزيلندا. وشدد المصدر النيوزيلندي، في تصريح لموقع "سطاف"، على أن "استخراج الفوسفاط من الصحراء من قبل شركة فوسبوكراع يتوافق تماما مع القوانين الدولية والوطنية، بما في ذلك أحكام الأممالمتحدة للتجارة مع الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي". وأبرز مسؤول الشركة أن "التقرير الأخير للاتحاد الأوروبي حول التجارة بالأقاليم الصحراوية أكد بشكل واضح استفادة سكان المنطقة من عائدات الفوسفاط المغربي، وشدد على أحقيتهم في التنمية الاقتصادية بينما تستمر العملية السياسية لحل النزاع تحت إشراف الأممالمتحدة". وأضاف المتحدث، في تصريحه، أن "أكثر من 75 في المائة من موظفي فوسبوكراع من أبناء منطقة الصحراء، بمن في ذلك مدير عمليات الألغام رئيس مؤسسة فوسبوكراع". كما أوضح المصدر ذاته أن رئيس الشركة النيوزيلندية سبق أن وقف على الاستثمارات في مختلف المجالات بالصحراء.