اشتهرت أحلام شرف الدين بشخصية "ندى" التي جسدتها في مسلسل "زينة الحياة"، ولعلها الشخصية الأكثر "تعذيباً" بالنسبة لها إن جاز التعبير، فقد بذلت الكثير من الجهد لتجسيد دور ندى. ترى أحلام أن مشاركتها في زينة الحياة هي البداية الحقيقية لها، وأن الفن رسالة سامية، ودور الفنان هو الارتقاء بهذه الرسالة، فيما ترى في حوار مع "هسبريس" أن المركز السينمائي المغربي يقدم الدعم لأعمال إباحية تسيء للساحة الفنية المغربية والجمهور المغربي، وان التعري هو "علامة التخلف والرجوع بفكر الإنسان إلى العصور الأولى"، كما تتمنى من الحكومة المغربية القادمة أن تقف في وجه هذه الأعمال التي لا تحترم الشعور العام للمغاربة. كما تكشف في حوارها مع "هسبريس" عن نوع العلاقات السائدة لدى بعض المخرجين في علاقتهم مع بعض الممثلات، حيث تقول "لتنال دور في أحد الأعمال يجب أن تهدر الكثير من ماء الوجه وتقيم علاقات شخصية مع المخرجين" وتصرح الفناة أحلام شرف الدين أنها "ترفض المشاركة في أعمال تسيء لها وللمرأة المغربية". كما صرحت أحلام شرف الدين عن أشياء أخرى تابعوها مع الحوار التالي.. هل بوسعك الحديث عن تجربتك الفنية سينمائيا وتلفزيونيا؟ أعتبر أن تجربتي الفنية، جد متواضعة حيت بدأت مشواري الفني سنة 2008، وكانت تجربتي الأولى في المسلسل المغربي ناطق باللغة العربية الفصحى تحت عنوان "الغريب" للمخرجة "ليلى التريكي" كنت ضيفة في حلقتين من المسلسل الذي سيعرض قريبا، وأتمنى أن يعجب الجمهور العربي، كما أنني شاركت في السلسلة الرمضانية مع حسن الفد حيت جسدت دور شخصية الرسوم المتحركة الشهيرة "POCAHONTAS"، وكنت ضيفة شرف في حلقة من المسلسل"العقبة ليك"، وكذلك لي مشاركة في الكليب العالمي من توقيع المخرج "TONY GATELIF"، الذي لعبت فيه دور فتاة هندية، أما أهم عمل شاركت فيه والذي أعتبره الانطلاقة الحقيقة هو مسلسل "زينة الحياة" الذي لعبت فيه دور البطولة بجانب نخبة من الفنانين المغاربة المعروفين وعلى رأسهم الممثل والمخرج المغربي ياسين أحجام وآخرين. شاركت في مسلسل زينة الحياة، التي تعتبر أول"تيلينوفيلا" مغربية ماذا أضافت لك هذه المشاركة؟ بالنسبة لمسلسل "زينة الحياة"، فمشاركتي في عمل من هذا النوع، تعتبر فرصة تتمناها أي ممثلة في بداية مشوارها الفني لكي تفرض نفسها في الوسط الفني المغربي الذي يعج بالعديد من الممثلين الشباب المتألقين، ومشاركتي في عمل من حجم"زينة الحياة" الذي يعتبر أكبر إنتاج في تاريخ المغرب، أضافت لي الكثير كحب الجمهور المغربي واكتساب احترام بعض المخرجين الذين استخفوا بموهبتي في بداية. تعتبر الثقافة والفن من مقومات وجود المجتمعات البشرية، وانعكاسا دالا لاختياراتها وقدرتها على تدبير مكونات كيانها الاجتماعي والتاريخي وتغذية صيرورة تطورها السياسي والحضاري، ماذا نحتاج في رأيك لتكون لدينا ثقافة وفن بهذا الشكل؟ الفن قبل كل شيء هو رسالة سامية، ودور الفنان في مختلف مجالات وأشكال التعبير والإنتاجات، هو الارتقاء بهذه الرسالة والممارسة لتضطلع بالدور المذكور، انطلاقا من اختيارات وحساسيات وتصورات وخطابات تساهم في إفعام آفاق الخيال والفكر الخلاق في فضاء المشترك العام والحياة الثقافية، والأفلام وجدت لمعالجة قضايا التي نعيشها في مجتمعنا، ولكي نأخد منها عبرا ومواقف، فأفلامنا المغربية يجب أن تعالج المواضيع التي تهمش هذا البلد، وتعطي حلولا للمشاكل التي نعاني منها، ولا يجب أن تبقى على نفس المنوال. يجب أن يكون هنالك تنوع، ويجد هناك العديد من المواضيع التي لم يتم التطرق لها. مئات الملايين من الدراهم يبذرها المركز السينمائي المغربي في دعم أفلام العري والخلاعة علاوة على الاختلالات التي يشهدها المركز بشهادة المجلس الأعلى للحسابات في تسيير هذه المؤسسة العمومية والتي يستنكرها اغلب الشعب المغربي في غياب أعمال فنية تعبر عن ذات المغاربة وتنطلق من هويتهم وأصالتهم وتحكي همومهم أليست هذه الملايين حري بها ان تنفق في دعم الفن المغربي الهادف؟ أشاطرك الرأي باعتباري مشاهدة مغربية، أولا ما لاحظته في الآونة الأخيرة هناك العديد من الأفلام التي يمكن أن نقول إنها إباحية يتم دعمها من طرف المركز السينمائي، وهذه الأعمال لا يمكن أن تعتبر نجاحا بل تشويها لسمعة الفن المغربي، فعندما تتحدث وتريد أن تعطي رأيك في ما يحدث في الوسط الفني يقولون لك هذا تطور وتفتح، ومن هنا أريد أن أبعث رسالة لبعض المسؤولين عن تشويه صورة الفن المغربي، مفادها أن الإنسان في العصور الأولى كان شبه عاري، ومع تطور فكره عبر الزمن بدأ يرتدي الثياب. أما العري فهو علامة التخلف والرجوع بفكر الإنسان إلى العصور الأولى وليس العكس، وأتمنى من الحكومة الجديدة أن تضع حد لهذه الأعمال، وأن يدعم المركز السينمائي السيناريو الهادف وليس المفسد للقيم، فمادامت أفلام العري مطروحة بكثرة في القاعات السينمائية، وفي المقابل هناك سكوت كبير عنها من طرف المسؤولين، وإن ظل الوضع على ما هو عليه ربما تصل تلك الأعمال لبيوت الجمهور المغربي من خلال التلفزيون. ما هي رؤيتك لواقع الفن المغربي اليوم ؟ وما هو السبيل في تطويره ورقيه نحو الأفضل في ظل هذا الكم الهائل من الفنانين على الساحة الفنية ؟ هنالك تطور في المجال الفني والحمد لله منها كثرة الأعمال في الوقت الحالي، عكس السنوات الماضية التي كنا نعاني فيها من قلة الأعمال المغربية، وأصبحت لدينا تقنيات حديثة، كما تجد هناك فرصا أعطيت من طرف بعض المخرجين للممثلين الجدد، وما يجب علينا فعله الآن هو مواكبة هذا التطور، كما يجب إعادة النظر في كتابة السيناريو وتكون البداية والنهاية على مستوى عال، وتكون المواضيع قوية، فالمتفرج المغربي ذكي لا يجب الاستخفاف به، كما يجب علينا تسويق السياحة المغربية من خلال الأفلام، فهناك العديد من المخرجين الأجانب تستهويهم المناظر المغربية وهذا ما يدفعهم لتصوير العديد من الأعمال في المغرب، وهناك الكثير من السبل لتطوير الساحة الفنية المغربية، فقط يجب البحث فيها وعنها. يتحدث البعض لكي تنال دور في أحد الاعمال يجب ان تهدر الكثير من "ماء الوجه" وتقيم "علاقات شخصية" مع المخرجين ماهو تعليقك؟ نعم مثل هذه الأشياء موجودة بكثرة في المجال الفني، وهذا شيء مؤسف كما انه ليس جميع المخرجين على حد سواء، فأنا أصنفهم إلى نوعين المخرج و المحرج، المخرج هو ذالك الشخص الموهوب الذي يخاف على مشروعه ويريد أن يخطو خطوة إلى الأمام ويتطلع إلى ما هو أفضل، أما المحرج ذالك الشخص الذي يحرجك يخلط العمل مع الحياة الشخصية، فأنا أعتبره مخرج فاشل، لهذا نلاحظ بعض المخرجين يتعاملون مع نفس الوجوه ولا يغيرها حتى لو أحضرت له أفضل الممثلين في العالم، ونجد في بعض الأعمال ممثلين غير مناسبين لدور، "ولا عمى الله شي مخرج من هذاك النوع" وعرض عليك دور في عمل ما، يقوم بتغييرك بممثلة أخرى لا لشيء إلا لأنها صديقته أو على علاقة معه، فلهذا يجب أن تكون مراقبة "للكاستينج" من طرف المسؤولين على القطاع حتى نتخلص من أمثال هؤلاء. أين تقف حدود الجرأة عند أحلام شرف الدين؟ سبب وراء قلة أعمالي راجع لانتقائي للأدوار التي يمكنني من خلالها أن أقدم شيئا يشرفني أمام جمهوري وداخل عائلتي، فانا أبحت عن الجودة لا الكمية، كما لا يمكن لي أن أقبل المشاركة في أي دور يسئ لي. فأنا لما قررت دخول عالم الفن، قطعت وعدا على نفسي وهو أن أحترم ديني وعائلتي وبلدي، فالعري بنسبة ليس هو البوابة الوحيدة للنجاح. ماهو مشروعك الفني الذي تطمحين لتحقيقه على صعيد المسرح والتلفزيون والسينما وماهو جديدك الفني؟ بخصوص مشاريعي الفنية تلقيت عدة عروض للمشاركة في أعمال خارج المغرب، لكن هذه الأعمال لا تشرفني كفتاة مغربية تنتمي لعائلة محافظة، ودائما ما كنت أرفض هذه العروض، عندي عرض للمشاركة في فيلم "أكشن" للمخرج المصري محمد كرم، وهذا الفيلم مع أنه خارج المغرب، لكنني أستطيع أن أشاهده مع عائلتي، فقط ننتظر أن تستقر الأوضاع في مصر لكي نباشر التصوير، لدي العديد من العروض سأنتقي منها ما يناسبني وسأعلن عنها في وقتها.