في إجْراء احترازي جديد، قرّر المغرب، بحر هذا الأسبوع، منع مرور البضائع القادمة مدينة مليلية المحتلة إلى المملكة عبر الحيّ الصيني "باريو تشينو"، وذلك بعد مرور عام تقريبًا على قرار السلطات المغربية إغلاق المعبر التجاري مع مليلية بشكل نهائي، وهو ما كبّد آنذاك الحكومة الإسبانية خسائر مادية فادحة. وقال إدواردو دي كاسترو، رئيس الثغر الخاضع للاحتلال الإسباني، إنّ "على التّجار في مليلية التّأقلمَ مع التدابير الجديدة التي تفرضها المملكة المغربية"؛ بينما اتهم القيادي في الحزب الشعبي، ورئيس حكومة مليلية المحتلة السّابق، خوان خوصي إمبرُودا، دي كاسترو، بعدم التّعاطي جدياً مع الأزمة، وهو الذي كان قد نظّم قبل عام مظاهرات ضد الوضع على الحدود لانتقاد حكومة الحزب الشعبي في ذلك الوقت. وصرّح الرئيس الجديد للمدينة المحتلة، إدواردو دي كاسترو، لوكالة أوروبا بريس، بأن رجال الأعمال في مليلة "سيتعين عليهم التكيف مع التدابير التي تطبقها دولة أخرى"، في إشارة إلى المغرب، مبرزاً أنّ "الحظر الذي فرضته السلطات المغربية أدّى إلى إيقاف شركة المواصلات العامة في مليلية (COA) يوم الإثنين على مستوى مركزي الحدود؛ بني أنصار والحي الصيني". وفي سياق متصل، قامت مندوبة حكومة مدريد، سابرينا موه، بمعية وزير الاقتصاد ونائب وزير التجارة والتشغيل، بزيارة إلى الحدود، حيثُ نقلت وكالة أوروبا بريس أنّ الحمّالين المغاربة يحاولون نقلَ البضائع والسلع من مليلية إلى المغرب لإعادة بيعها في البلد المغاربي بسعر أعلى مما اشتروه في المدينةالمحتلة. وأشار دي كاسترو إلى أن حكومته لا تستطيع أن تمنع أي بلد آخر، في إشارة إلى المغرب في هذه الحالة، من وضع معاييره في جزئه الحدودي، داعياً التجار الإسبان الذين يبيعون هذه المواد إلى الامتثال للقانون. وقرّر المغرب هذا الأسبوع منع نقل البضائع الإسبانية عبر المعبر التجاري الحدودي في مليلية. ولم يستطع مئات المغاربة من الوصول إلى بضائعهم ونقلها إلى التراب المغربي من أجل إعادة بيعها بأثمان عالية. وكان المغرب فرض، العام الماضي، "حصاراً برياً" على مدينة مليلية عبر إغلاق النقطة الجمركية للمعبر الحدودي "بني أنصار"، فتكبد الاقتصاد المحلي خسائر كبيرة تجاوزت سقف 100 مليون أورو. وسبق لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية أن أعلنت قرارا يقضي بإغلاق المعبر التجاري مع مليلية بشكل نهائي، وينص على منع تصدير واستيراد السلع عبر مليلية، ويشجع الاستيراد والتصدير عبر ميناء بني أنصار بالناظور، بتخفيض %30 من الرسوم الجمركية لكل البضائع التي ترسو فيه.