بغرض فتح باب المزيد من التكوين والإلمام أمام شباب شمال إفريقيا، نظم المجلس الثقافي البريطاني بالرباط منافسة تهدف إلى "تغيير العالم" سميت "القيادات الشبابية المستقبلية"، تضم في مختلف مراحلها شبانا من بلدان عديدة، بلغ نهايتها أربعة مغاربة ومثلهم من تونس، وانتهت بفوز ثنائي من كلا الدولتين. المنافسة التي نظمت صباح اليوم الثلاثاء بمقر البرلمان المغربي، وحضرها السفير البريطاني المعتمد لدى المملكة المغربية، توماس رايلي، ونظيره التونسي، محمد بن عياد، مكنت الفائزين من فرصة السفر إلى المملكة المتحدة من أجل "الاستفادة من تكوين متقدم في مجال القيادة، بمعهد مولر التابع لجامعة كامبريدج، كما سيلتقون برلمانيين بريطانيين وقادة ملهمين من مختلف أنحاء العالم". وبرنامج "القيادات الشبابية المستقبلية" هو "شبكة طويلة المدى تجمع مسؤولين سياسيين صاعدين، وتستهدف أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة من جميع أنحاء العالم، تتاح لهم الفرصة لكي يطوروا خبرتهم في مجال صنع السياسات ونسج علاقات قيمة واكتساب المهارات اللازمة التي لها وقعها الإيجابي في خلق التغيير". الفائزون الذين استعرضوا أمام لجنة التحكيم عروضهم خلال خمس دقائق لكل شاب، سيلتحقون بنظرائهم الممثلين ل11 بلدا آخر، خلال فعاليات البرنامج ببريطانيا، وذلك ب"هدف دعم تكوين الجيل الصاعد من القادة المستقبليين عبر العالم، ممن يعول عليهم لخلق التغيير الإيجابي المنشود، وممن يضعون أنفسهم في خدمة بلدهم". وتشارك في النسخة الحالية من البرنامج ثلاث عشرة دولة هي: كندا ومصر والهند وإندونيسيا وكينيا والمكسيك والمغرب ونيجريا وباكستان وبولندا وتونس والولايات المتحدةالأمريكية والدول الأربع في المملكة المتحدة: إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلاندا الشمالية. وقدم المرشحون "رؤيتهم للتغيير الإيجابي، وعرفوا بنوعية الأثر الجيد لفعل التغيير الذي يسعون إليه، كما أفصحوا عن الدوافع التي تجعلهم مقتنعين بأنهم الأشخاص المناسبون لخلق ما ينشدونه"، وهو ما شدد عليه السفير البريطاني، توماس رايلي، خلال كلمة مقتضبة له، دعا خلالها "الشبان إلى السعي نحو مزيد من التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم". وسيتمكن المستفيدون من البرنامج من "مواكبة مجالات السياسة وربط علاقات دولية ستمكنهم من إحداث تغيير إيجابي في جميع أنحاء العالم، وهو ما برز من خلال تجارب السابقين، فقد عاين المجلس الثقافي البريطاني تقليصا من حدة الفقر في بلدانهم بفضل مبادرات خريجي البرنامج، وانخراطا فعالا في المجتمع المدني". بدوره، سجل سياران ديفان، المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني، أن "المنظور الدولي أساسي ليتمكن القادة المستقبليون في جميع الدول من فهم ورفع التحديات المرتبطة بتغيير الوضع الحالي للعالم"، مشددا على أن "دورة هذه السنة مصممة على مجابهة التحديات العالمية التي يواجهها الإنسان اليوم".