عقدت منظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال - خنيفرة لقاء تواصليا مع ساكنة جماعة دمنات التابعة لإقليم أزيلال حول موضوع "معيقات التمدرس عند الطفل الأمازيغي"، بحضور نخبة من الأطر الأكاديمية والأساتذة الباحثين. وبالمناسبة، أكد رشيد المنصوري، عضو في حزب التجمع الوطني للأحرار، أهمية الحضور النسوي في اللقاء الذي يروم، بحسبه، تشخيص واقع التمدرس لدى الطفل الأمازيغي وسبل النهوض بقطاع التعليم بالعالم القروي. واعتبرت الدكتورة حنان غزيل، رئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال-خنيفرة، تواجد المرأة بقوة في هذا اللقاء التواصلي، الذي يدخل في إطار برنامج المرأة التجمعية السنوي، بمثابة مكسب للعمل السياسي بأرض الوطن، وخير نموذج للمكتسبات التي تحققت للمرأة في عهد صاحب الجلالة، والتي جاء بها دستور 2011، والرامية لإشراك المرأة في العمل السياسي. وقد دعت جميع الأمهات الحاضرات إلى تشجيع بناتهن على التحصيل الدراسي، مستحضرة بعض النماذج لنساء تحدين كل الظروف والمعيقات من أجل بلوغ مناصب عليا داخل المجتمع. وأورد إسماعيل بلعباس، عضو الشبيبة التجمعية بجهة بني ملال-خنيفرة، أن الشبيبة التجمعية كانت ومازالت دائما أحد الأذرع القوية التي تدعم منظمة المرأة التجمعية بالوطن عامة، وبجهة بني ملال-خنيفرة خاصة، منوها بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها الدكتورة حنان غزيل في سبيل تعزيز التواجد القوي للمرأة التجمعية بالجهة. وتحدث إسماعيل رشيد العلوي، إطار تربوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة بني ملال-خنيفرة، عن بعض معيقات التمدرس بالعالم القروي، معتبرا عامل الاكتظاظ في حجرات الدراسة وغياب عدد كاف من الأطر التربوية عائقا يحول دون فسح المجال للأطفال من أجل التحصيل الدراسي الناجع والفعال، موردا أن مجموعة من نساء ورجال التعليم يجدون أنفسهم مضطرين تحت الضغط لتدريس ثلاثة مستويات في مجموعة مدرسية واحدة. واعتبر عبد المجيد المنصوري، إطار تربوي بجهة بني ملال-خنيفرة أحد أبناء الإقليم، أن من معيقات التمدرس لدى الطفل الأمازيغي غياب البنيات التحتية بالقرى، حيث غالبا ما يجد الأطفال أنفسهم مجبرين على قطع مسافات طويلة من أجل الالتحاق بحجرات الدراسة، ما يتسبب في إرهاق جسدي وذهني لهؤلاء الأطفال، ناهيك عن الإمكانيات المادية الضعيفة للآباء وأولياء أمور التلاميذ الذين يفضلون التحاق أبنائهم بسوق الشغل من أجل مساعدتهم في سن مبكرة على مصاريفهم اليومية عوض إكمال دراستهم. ودعت الأستاذة نادية فرحو، قاطنة بالإقليم، جميع الأمهات والآباء إلى التسلح بالصبر والأمل والعزيمة من أجل الوقوف بجانب أبنائهم وتحفيزهم على التحصيل الدراسي، مذكرة بتجربتها التي تحدت من خلالها كتلميذة كل الظروف المجتمعية التي تحول دون استكمال الفتاة لدراستها، خاصة بالعالم القروي، حيث غالبا ما تكون الأسر العقبة الحقيقية أمام تحقيق هذه الطموحات. وتم إسدال الستار على اللقاء بتوزيع مجموعة من الهدايا على التلاميذ المتفوقين دراسيا بجماعة دمنات من أجل تشجيعهم على مواصلة الاجتهاد لتحقيق أحلامهم.