صارت الصورة واضحة بشأن ضحايا القصف الجوي الذي تعرض له مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء الليبية، الذي أودى بحياة 7 مغاربة وخلف 8 مصابين؛ فقد راح ضحية الهجوم الذي قامت به قوات حفتر شابان يتحدران من منطقة سيدي مومن بمدينة الدارالبيضاء، هما حمودة شيهاب ونور الدين بهلول، بعدما أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي خبر وفاتهما لأسرتيهما. وبحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن وزارة الشؤون الخارجية تواصلت مع عائلتي الضحيتين أمس السبت، وأبلغتهما بوفاة ابنيهما، مبرزة أنها تباشر الإجراءات الإدارية بغية نقل جثمانَيْهما إلى مدينة الدارالبيضاء، بعدما دفعتهما ظروف الحياة الصعبة إلى الهجرة من أجل البحث عن فرصة عمل في الديار الأوروبية. في هذا الصدد، قالت أم الضحية حمودة شيهاب: "وفاة ابني تأكدت رسمياً من قبل وزارة الشؤون الخارجية، حيث تلقت العائلة اتصالا هاتفيا من لدن المسؤولين الذين أخبرونا بأنهم بصدد إعداد إجراءات نقل جثامين الضحايا"، مؤكدة بلهجة يغمرها الألم والأسى: "نريد فقط أبناءنا في أقرب وقت". وأضافت الأم المكلومة في مقتل ابنها بالبلاد الليبية، وهي التي لم تستوعب بعد حقيقة الوفاة، أن "وزارة الشؤون الخارجية تتوفر على أسماء الضحايا، وضمنها اسم ابني"، مشددة على أن ابنها "كان يُحب بلده كثيرا، لذلك أريد أن يُدفن هنا في أرضه"، مشيرة إلى كونه "أول شهيد مغربي توفي في حادث القصف الجوي". وتابعت بالقول: "لقد غادر المغرب في 17 يناير الماضي بحثاً عن فرصة عمل، وكان يستعد للعودة في التاسع من الشهر الجاري بعدما قمنا بإيجاد حل له رفقه صديقه، حيث كان يُرتقب أن يعود في الطائرة، لكن القصف الجوي حال دون ذلك"، لافتة إلى أنه "يتوفر على شواهد عليا تخول له العمل، وقد كان طموحا للغاية". من جانبها، أكدت أم الضحية نور الدين بهلول، في تصريح لهسبريس، أن ابنها "ذهب رفقة صديقه حمودة شيهاب إلى ليبيا من أجل العبور صوب الضفة الأخرى بغرض واحد هو البحث عن فرصة شغل، وكان يتوفر على شواهد وديبلومات متعددة لكنه لم يعثر على أي وظيفة في المغرب". واستطردت والدموع لا تفارق مقلتيها قائلة: "نريد الآن أبناءنا لدفنهم في أرضهم الأصلية، وهو ما أكدته وزارة الشؤون الخارجية التي وعدت بنقل جثامين الضحايا في أقرب وقت ممكن"، معتبرة أن ابنها البالغ من العمر 26 سنة "كان يريد بناء مستقبله في أحسن الظروف"، حتى يتمكن من إعالتها ويوفر لها كل ما تريد. جدير بالذكر أن القنصلية العامة للمملكة المغربية بتونس أوضحت أنها تواصل متابعتها للوضع عن كثب مع السلطات الليبية في طرابلس لتحديد مصير المواطنين المغاربة الذين كانوا بمركز إيواء المهاجرين بتاجوراء خلال الغارة المأساوية. وأكدت القنصلية في بلاغ لها، توصلت به هسبريس، أن الاتصالات المتواصلة مع السلطات الليبية في طرابلس والبعثة الدبلوماسية الليبية في الرباط، أتاحت التوصل إلى الحصيلة الأولية، حيث أوردت أنه ضمن 18 مواطنا مغربيا كانوا متواجدين في المركز حين وقوع الغارة، تم تسجيل ثمانية مصابين، أمكن التواصل مباشرة مع سبعة منهم والاطمئنان على حالتهم. كما تم تسجيل سبع وفيات جراء القصف، يتم حاليا التحقق من هوياتها، والترتيب لترحيل الجثامين وتسليمها إلى عائلاتها في المغرب.