قلب الشّباب الجزائري الممثل للمجتمع المدني الطّاولة على الشخصيات السياسية والأحزاب المشاركة في منتدى الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، معتبرين لقاءهم جاء انفصاليا عن مطالب الشّعب، "مناقضا لما جاءت به خارطة طريق المنتدى". كما اتهم ممثل نقابة الأئمة، كمال غول، الأحزاب والشخصيات السياسية المشاركة في المنتدى بالفشل، وقال: "لو أفلحتم في إيجاد حل للأزمة السياسية لما أقحمتمونا في المجال ولكنّكم اكتفيتم بلغة ميتة". وتذمّر غول مما وصفه ب"النّظرة الفوقية لرؤساء الأحزاب"، وأردف: "لماذا تعطى الكلمة لرؤساء الأحزاب أولا والمجتمع المدني أخيرا "، مضيفا " أصغينا إليهم حين قالوا كلمتهم ولكّنهم انسحبوا من القاعة ولم يكلّفوا أنفسهم الإستماع إلينا، إذا لما يدّعون ثقافة الحوار؟". وقال النّاشط الشّبابي إسلام بن عطية إنه "لابد من إشراك الطلبة في اللجنة المستقلة للانتخابات"، مذكّرا ب"الشرعية الدستورية ستنتهي بعد يومين، حين تنتهي المرحلة الإنتقالية رسميا لبن صالح"، مضيفا: "سقطت كل الشرعيات الدستورية ، يجب أن نتحلى بالشجاعة، لأن وراءنا شعب ينتظر منا أن نقول ما يريد"، منتقدا اللغة التي تحدّث بها المجتمعون في المنتدى معتبرا أنها "أدارت ظهرها للحراك". وطالب المشاركون في المنتدى الجزائري للحوار، اليوم السبت، بإطلاق سراح النّشطاء السياسيين وسجناء الرأي، معتبرين اعتقالهم "قمعا للحريات التي يكفلها الدّستور". وقد ثمّن علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، الخطاب الأخير لعبد القادر بن صالح، الرئيس الجزائري المؤقت، مشيرا في كلمته "على عكس ما سبقه من مداخلات سابقة، فإن الرسالة قد أدخلت في اللهجة والمضمون نوعا من التغيير مقارنة بالخطابات السياسية العقيمة التي عهدناها في النّظام السياسي القائم". من جانبه، قال عبد الله جاب الله، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، المعارض، في كلمته، إنه "وجب، قبل الحديث عن أي خطوة لاحقة لحل الأزمة السياسية بالجزائر، تحرير سجناء الرّأي ببلاده". من جهته، قال جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، "من أجل إنجاح الحوار، من الضروري تقديم تعهدات بحسن نية، والاتفاق على خريطة طريق والمضي بحزم نحو تشكيل الضمانات المتفاوض عليها. إذا كانت السلطة الحالية صادقة في رغبتها في مساعدة التغيير الذي يطالب به الجزائريون، مثلما تعهدت بذلك، فعليها إطلاق سراح جميع سجناء الرأي". وطالب النّاشط السياسي أرزقي فرّاد بإطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة، متهما النّظام بالتّعسّف مشيرا "إذا لم يتم إطلاق سراح سجناء الرأي أنا لست معنيا بالحوار الذي دعا إليه عبد القادر بن صالح"، مضيفا "السلطة تمارس المظالم، وكل ما هو موجود في الساحة ينم عن غياب إرادة سياسية في تغيير حقيقي". وفي سياق متّصل، قال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السّلم الإسلامي، إن "الدعوة إلى الحوار محمدةٌ في حد ذاتها، وإن عدم تحديد تاريخ مفروض للانتخابات الرئاسية خطوة جيدة، كما أن الاعتماد في الحوار على شخصيات ذات مصداقية أمارة مشجعة؛ غير أن ذلك كلّه لا يحقق الاطمئنان الكامل ما لم يكن على رأس الدولة أثناء إجراء الانتخابات الرئاسية شخصيةٌ قوية ذات مصداقية مؤمنةٌ بالديمقراطية، مبرأةٌ من الفساد ومن جريمة التزوير الانتخابي". يذكر أنه قد غاب عن المنتدى عدد من الشخصيات ذات التأثير التي كان قد تم الإعلان عن توجيه دعوة إليها، على غرار الرّئيس السّابق اليمين زروال والنّاشط الحقوقي البارز مصطفى بوشاشي ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور ورئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش وغيرهم من الأسماء. في حين حضر المنتدى 700 شخصية من الطبقة السياسية والمجتمع المدني، حيث اعتبر المراقبون للقاء أنه أكبر اجتماع توافقي منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي.