لن يجري المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية مستقبلاً أي تفتيش بيطري بالمذابح لأن أغلبها لا تتوفر على شروط ومعايير السلامة الصحية الضرورية. جاء ذلك في بلاغ صدر عن المجلس الإداري لONSSA ، اليوم السبت، أيد فيه التوجه نحو تعليق التفتيش البيطري في المجازر، وأكد "دعمه التام للمكتب للتعامل بحزم مع هذا المشروع". ويأتي هذا القرار بعد عقد المجلس الإداري للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" دورته في مدينة أكادير، برئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش. وينضاف هذا التوجه إلى إعلان الهيئة الوطنية للبياطرة، أمس الجمعة، تعليق مهام التفتيش بسبب الوضعية المزرية التي تعيشها مجازر المملكة، باستثناء 8 حاصلة على اعتماد "أونسا"، وهو موضوع سبق للمجلس الأعلى للحسابات أن نبه الحكومة بخصوصه. وأورد بلاغ المجلس الإداري ل"أونسا" أن أعضاءه اطلعوا على حصيلة إنجازات المكتب، سواء في جانبها المالي أو على مستوى برنامج حماية الصحة النباتية والحيوانية وضمان منتجات غذائية سليمة. وأجمع أعضاء المجلس، حسب البلاغ، على أهمية ونجاعة الإجراءات التي اتخذها المكتب من أجل حماية المستهلك والحفاظ على الرصيد الحيواني والنباتي للمملكة؛ والدور الذي أصبح يلعبه المكتب بشكل مكثف وفعال على مستوى مراقبة الواردات وتسهيل ولوج المنتجات المغربية إلى الأسواق العالمية. وقدم المدير العام ل"أونسا" أهم برامج حماية الصحة النباتية والحيوانية وبرامج مراقبة المنتجات الغذائية، سواء بالسوق الداخلي أو على مستوى الصادرات والواردات، وكشف أبرز الإجراءات التي سارع المكتب إلى القيام بها منذ ظهور الحشرة القرمزية بالمغرب، والتي أصابت نبات الصبار بحدة، موضحاً أن تجربة نموذجية بإقليم الرحامنة- تعتمد على معالجة الفلاحين بأنفسهم للصبار من خلال الأدوية التي يمنحها لهم المكتب- مكنت من معالجة 239 هكتارا بهذه المنطقة. وأشار المدير العام إلى مواصلة البرنامج الوطني لتطوير وتكثيف نبات الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، الذي يسهر عليه باحثون من أجل استعماله في الحقول كبديل عن الصبار غير المقاوم للحشرة. وبالإضافة إلى ذلك، كشف المدير العام ذاته أن المكتب يقوم بمجهودات مهمة في ما يخص عمليات الرصد واليقظة بهدف تفادي دخول بعض آفات الحجر الزراعي، كفيروس تريسيتا الذي يصيب الحوامض وبكتريا كزيلالا فاستيدوزا وفيروس شاركة وذبابة الخوخ. وفي ما يخص الصحة الحيوانية، أُتيحت لأعضاء المجلس خلال هذه الدورة الفرصة للاطلاع على ما قام به المكتب من أجل السيطرة على الحمى القلاعية، التي ظهرت في المغرب مع بداية سنة 2019 نتيجة دخول عثرة فيروس جديدة متواجدة بالمنطقة؛ إذ تم تنظيم برنامجين لتلقيح الأبقار ضد هذا المرض، ليتم التمديد ليشمل القطيع الوطني من الأغنام والماعز، إلى أن تمت السيطرة عليه وإزالة التهديد الذي كان يشكله على الضيعات. ووقف أعضاء المجلس الإداري ل"أونسا" عند البرنامج الوطني لمراقبة المبيدات المستعملة على الخضر والفواكه والعطريات، خاصة النعناع، الذي تم إخضاعه لعملية مراقبة واسعة بعد الوقوف على الاستعمال غير السليم لمبيدات الآفات الزراعية عليه. كما وقف أعضاء المجلس على ما تم تحقيقه على مستوى تعميم اعتماد وترخيص المنشآت والمقاولات الغذائية، إذ قام المكتب بمنح 1038 اعتماداً وترخيصاً جديداً سنة 2018، ومن المنتظر أن يقوم بإحصاء مختلف المقاولات الغذائية بهدف تقييمها ومنحها الاعتماد والترخيص الصحي، في أفق تعميمه. أما في ما يخص عيد الأضحى لسنة 1440 فقد سجلت إدارة المكتب الانخراط الكبير للمربين والمُسمِّنين في عملية التسجيل، التي عرفت ارتفاعاً وصل إلى 62 في المائة بعدما ارتفع عدد المربين والمسمنين المسجلين لدى المصالح البيطرية ل"أونسا" من 138 ألف من المربّين والمسمنين السنة الماضية إلى 223 ألفا هذه السنة.