ردا على الذين ينتقدون خطاباتها ويتهمونها بالتحريض على الفساد، قالت عائشة الشنا، مؤسسة جمعية التضامن النسوي، إن "التربية الجنسية موجودة في القرآن الكريم ووْلادْنا فْدارْ غفْلون"، رافضة، بنبرة متحسرة، العدد المتزايد للأطفال المتخلى عنهم في المغرب. وأضافت الشنا، في مداخلة لها ضمن أشغال الندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة فريديريتش ناومان للحرية في المغرب، وحركة ضمير، الأسبوع الجاري، حول "الحريات الفردية بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية"، أن الكثير من المغاربة رفضوا أن ينصتوا إليها منذ أن بدأ اهتمامها بإيجاد حلول لمعاناة الأمهات العازبات وضحايا الاغتصاب. وتأسفت الشنا لِما كانت تُعاينه أثناء مزاولة عملها كممرضة ثم كمساعدة اجتماعية بوزارة الصحة، قائلة: "تألمت لما دخلت مكتب المساعدة الاجتماعية في وزارة الصحة ووجدت فتاة صغيرة تحمل بين يديها رضيعا أتت لتتركه هناك لأن والديها طرداها من البيت ولم تجد من يعيلها هي وابنها"، مضيفة: "قالت للمساعدة اللهم نْعطيهْ للمخزن". واستطردت الناشطة الاجتماعية البالغة من العمر 78 سنة: "لم أنس اللحظة التي صرخ فيها الطفل بعدما أنهت أمه اللحظة التي كان يرضع فيها، ومن ثم أقسمتُ أنه يجب أن أبحث عن حل، بالرغم من أنني لم أكن أعرف ما الذي يمكنني أن أقوم به". وحكت المتحدثة عن بدايات عملها الاجتماعي خلال فترة الرصاص من القرن الماضي، لما كانت عرضة للانتقاد والتهديد من طرف رجال الدين، موردة: "خرجتُ بتصريح لقناة الجزيرة وبدأ الكثير من رجال الدين يتكلمون عني، وخفت كثيرا أن أدخل السجن، لكنني حظيت بدعم وتشجيع من الكثير ممن أعرف (...) مثل كريستين السرفاتي، زوليخة نصري، خالد الجامعي، عبد الرحيم الجامعي، الذين شجعوني وقالوا لي إنهم لن يتخلوا عني". "الأمهات العازبات اعترفن بأنهن ضحايا الإسلاميين المتشددين"، تقول الشنا في سياق حديثها عن بعض رجال الدين الذين يستغلون الدين للاعتداء على الكثير من الفتيات والزواج بهن زواج الفاتحة، مشددة في سياق آخر على ضرورة بقاء الطفل مع أمه لكي "تبقى عنده هويته رغم الكره الذي تحسه بعض الأمهات العازبات تجاه أبنائهن". وأشارت الشنا إلى الدعم الذي حظيت به من طرف الملك محمد السادس، قائلة: "أعطانا الملك 50 مليونا، ولما التقيت به بدعوة من زليخة نصري قال لي الله يرضي عليك، والله يرضي عليكم كاملين"، مضيفة: "سنة 2001 دعا الملك 40 جمعية نسائية طلبت منه أن يتوسط في موضوع مدونة الأحوال الشخصية، وقال لنا أنا بُوحْدي منْقدْشْ نْغيّر، يدي فيدكم ونقدر نغير". ودعت الشنا، التي فتحت أول روض للأطفال سنة 1981 خاص بأبناء النساء العازبات، كل الفاعلين إلى وضع القوانين التي تحافظ على حقوق النساء، وخاصة الأمهات العازبات اللائي يواجهن قساوة الأسرة والمجتمع.