تعيش أسرة الخميس، القاطنة بدوار أرك جماع واكليم إقليم تنغير، قلقا حقيقيا بجهل مكان ابنتها "مليكة"، المختفية عن الأنظار منذ النصف الأخير من الشهر الماضي؛ وهو ما جعلها تعيش في غمار بحث متواصل عن مكانها المجهول. الأسرة تقول إن ابنتها مليكة المختفية تتصل بهم من حين إلى آخر؛ إلا أنها لا تخبرهم بالمكان الذي توجد بها أو الرقم الذي تتصل فيه، ما جعل الأسرة ترجح فرضية الاختطاف، خصوصا أنها مقبلة على الزواج في الأشهر المقبلة، كما أنها لا تعاني من أي مشاكل نفسية أو عائلية. وتعود القصة، وفق ما روته الأسرة لهسبريس، إلى ال15 من شهر يونيو المنصرم، حيث خرجت مليكة البالغة من العمر 26 سنة، والتي كانت تدرس محو الأمية والتعليم الأولي بمنطقة "أرك" حيث تسكن رفقة أسرتها، ولم تعد، وبدأت الأسرة البحث عنها في كل مكان، إلى أن اتصلت بهم امرأة من نواحي جماعة تغزوت نايت عطا، وأخبرتهم بأن ابنتهم في سلام ومأمن وستقوم بإرجاعها إليهم، لكن ذلك كان مجرد كلام، وفق تعبير الأسرة. وقال سفيان الخميس، شقيق المختفية، إن زوج شقيقته اتصل بالسيدة التي تدعي أنها تعرف مكان مليكة، فطلبت منهم مدها بأربعة ملايين سنتيم وستعمل على إرجاع مليكة إلى أسرتها، مشيرا إلى أن الزوج قام بإخبار عناصر الدرك الملكي التي نصبت لها كمينا وتمكنت من إيقافها بعد معاينتها تتسلم النقود، مشيرا إلى أن السيدة الآن طليقة بعد أن أوهمت المصالح الأمنية أنها لا تعرف مكان المختفية وكانت فقط تحاول مساعدة الأسرة، وفق تعبير شقيق مليكة. وأضاف سفيان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المتصلة بزوج أخته والتي ضبطت في حالة تلبس وهي تتسلم النقود، أطلق سراحها بعد أن تقدمت إلى المصالح الأمنية رفقة أربعة أبناء وهي في الأصل أم لابنين، مشددا على أن الأسرة متخوفة أن "تكون ابنتهم مختطفة وتتصل بنا تحت ضغوطات وتهديدات"، مشيرا أن هناك شخصا آخر يحتمل أن تكون له علاقة بها، خصوصا أن بعض الأشخاص أكدوا أنهم رأوه رفقة مليكة لكنه أنكر ذلك. من جهتها، طالبت شقيقة المختفية النيابة العامة والمديرية العامة للأمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي وجميع السلطات الأمنية ب"مساعدة الأسرة من أجل العثور على مكان الفتاة، وتعميق البحث مع السيدة التي ضبطت في حالة تلبس وهي تتسلم النقود والشخص الثاني الذي يحتمل أنه يقف وراء الاختفاء، خصوصا أن الجيران يشاهدونه كل مرة يقترب من المنزل الذي يقطنه أشقاء المختفية بالقرب من مفوضية الشرطة بتنغير". وتابعت الأخت، التي كانت في حالة انهيار وبكاء شديد، أن "مليكة تتصل بنا من هاتف ما لكن بدون رقم، كما أنها تتصل بنا في تقنية الوتساب في رقمها الأول الذي لم يعد مشغلا"، مضيفة "نطالب المدير العام لاتصالات المغرب إعطاء تعليماته لمصالحه بتنغير لتقديم المساعدة لنا وتحديد المكان الذي تتصل منه". مصدر أمني مسؤول غير راغب في الكشف عن هويته للعموم أوضح أن مصالح المركز الترابي للدرك الملكي بتنغير توصلت بشكاية حول اختفاء المسماة مليكة الخميس، وأخبرت النيابة العامة بالقضية، مشيرا إلى أن الأرقام التي تتصل منها المعنية بالأمر تم إرسالها إلى الرباط للتعرف على مكان اتصالها، مشددا على أن ملف هذه القضية ما زال مفتوحا، ويمكن للأسرة أن تتجه إلى مركز الدرك الملكي في حالة توفرها على معطيات جديدة. وبخصوص السيدة التي ضبطت في حالة تلبس، قال المصدر الأمني ذاته: "لا يمكنني الحديث عن هذا الموضوع، خصوصا أن القضية ما زالت في طور البحث والتحقيق"، مشيرا إلى "أن البحث مازال جاريا بتنسيق مع النيابة العامة لفك خيوط هذا اللغز"، وفق تعبيره.