استنكر فاعلون سياسيون منع أزيد من 180 تلميذا ناجحا في الباكلوريا بجهة درعة تافيلالت من السفر إلى الرباط، للاستفادة من دورات تكوينية وتأطيرية تحضيرا لمباريات ولوج المعاهد والمدارس العليا، في إطار مبادرة "رحلة التميز" الخاصة بمبادرة "المرافقة التربوية" التي تشرف عليها مؤسسة "درعة تافيلالت للخبراء والباحثين". قرار المنع عززته السلطات الإقليمية بغياب ترخيص الحافلات، وعلقت عليه فاتحة شوباني، برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، في "تدوينة" في حسابها على موقع "فايسبوك" بالقول: "بعد اتخاذ جميع التدابير لانطلاق موكب التلاميذ المتفوقين نحو ورشات التكوين، مع الأسف الشديد في هذه اللحظات السلطات الإقليميةبالرشيدية توقف الحافلات العمومية وسيارات الأجرة العمومية في مدخل المدينة"، مضيفة: "هناك حالة ارتباك غير مفهومة". من جهته، استغرب عبد الله هناوي، رئيس بلدية مدينة الرشيدية ونائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، ما وصفه ب"التعسف والذبح الشنيع لحرية التنقل بمنع التلاميذ من السفر إلى الرباط"، موضحا في "تدوينة" نَشَرها في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي: "طوال الليل بذلنا مع الجمعية المنظمة كل الجهود لتجاوز المنع المعلل بغياب رخصة استعمال حافلات النقل المدرسي في سفر التلاميذ، فكان اللجوء إلى سيارات الأجرة الكبيرة وحافلات النقل السياحي وحافلة لديها رحلة عادية من الرشيدية في منتصف الليل". وأضاف هناوي: "أبت السلطات المحلية سوى إيقاف الجميع في السد الأمني لشرطة الرشيدية في طريق مكناس، وأقدمت على حجز تعسفي لأوراق السيارات والحافلة بمبررات جد واهية"، معتبرا أن هناك "تحاملا على مؤسسة درعة تافيلالت للباحثين". وفي تصريح لجريدة هسبريس قال طيب صديقي، رئيس مؤسسة درعة تافيلالت للباحثين: "سلكنا كل الإجراءات القانونية لتوفير النقل للتلاميذ بالتنسيق مع جمعيات إقليمية ومع السلطات ومختلف الشركاء"، موضحا، بتأسف، أنه تم حصر عدد التلاميذ المستفيدين وإرسال اللائحة للمنسقين في الجمعيات في كل إقليم بالجهة. وأضاف صديقي: "تفاجأنا بطلب ترخيص لحافلات النقل من وزارة التجهيز، وتكرر الأمر لما اخترنا نقل التلاميذ في حافلات وسيارات للنقل العمومي، إلى أن اتصلت بنا السلطات المحلية تبلغنا بإمكانية استعمال الحافلات". ونفى المتحدث نفسه أن تكون للأمر أي حساسية سياسية أو علاقة بجهة درعة تافيلالت التي يرأسها الحبيب الشوباني. وفي بيان تنديدي، دعت الكتابة الجهوية لشبيبة العدالة والتنمية بجهة درعة تافيلالت إلى "تمكين التلاميذ "المحاصرين" من حقوقهم المشروعة في أسرع الآجال، ومحاسبة كل من ثبت خرقه للقوانين والأنظمة المعمول بها بعد الضرر النفسي الكبير الذي لحق التلاميذ وذويهم"، معبرة عن قلقها واستيائها من سلك "مقاربة التضييق والإقصاء، وكذا الإمعان بكل الوسائل في محاصرة مثل هذه المبادرات المدنية وغيرها من المبادرات الرامية إلى المساهمة في رفع التهميش عن أبناء هذه الجهة المهضومة حقوقها". *صحافية متدربة