صادق المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب جبهة القوى الديمقراطية، عقب اختتام أشغاله بمدينة فاس أمس الأحد، بالإجماع، على اندماج حزب العهد الديمقراطي في الجبهة. وأوضحت قيادة الحزبين، في المؤتمر الذي حمل شعار "وحدة نضالية من أجل تعددية سياسية فاعلة"، أن الخطوة تأتي كترجمة فعلية لمسلسل من المشاورات بين الطرفين، وتتويجا لدينامية مشروع العمل الوحدوي، وكإضافة نوعية للفعل السياسي والحزبي داخل المشهد الوطني. وفي كلمته الافتتاحية، بالمناسبة، أوضح المصطفى بنعلي، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، أن "المؤتمر لحظة تاريخية، تتوج لانطلاق عمل تحضيري شاق يمتد لثلاث سنوات، تجذر منذ أولى المبادرات التي باشرتها الجبهة على عهد المرحوم التهامي الخياري، بما يبصم على الشجاعة النضالية والسياسية، لدى مناضلات ومناضلي الحزبين، في أفق فتح جبهة لتوحيد نضالات القوى السياسية، خاصة أن المجتمع المغربي في حاجة ماسة اليوم لأن يلعب اليسار دوره التاريخي". وأضاف بنعلي: "الأحزاب، على اختلاف تلاوينها، لا تعدو أن تكون إلا إطارات للتعاون والتكامل، لتكون في مستوى المهام الملقاة عليها دستوريا"، مذكرا بأن جبهة القوى الديمقراطية آمنت على الدوام بقناعة الانفتاح على كافة مكونات التعددية باعتبارها قيمة موجودة في المجتمع، "انفتاح يستوعب الانصهار التاريخي لأمة قوتها في تعددها، وبما يقتضيه ذلك من إعمال لمنطق النقاش والحوار، خاصة في سياق وطني يلح على بلورة نموذج تنموي بديل". وخلص بنعلي إلى أن اليسار الحقيقي كامن في المجتمع المغربي، وأن قرار الاندماج بين الحزبين خط انطلاق دينامية سياسية جديدة، وينبني على مشروع سياسي قائم محدد وواضح الملامح، موجها الدعوة إلى كل الفرقاء والقوى للانخراط في هذه الدينامية، في اتجاه ترسيخ تعددية سياسية وليس تعددية حزبية. من جهته، عبّر محمد شرافي، بصفته النائب الأول للأمين العام لحزب العهد الديمقراطي، عبد المنعم فتاحي وبتفويض منه، في كلمته، بالمناسبة عن اعتزاز الحزب بتتويج العمل الجاد لمدة ثلاث سنوات بهذا الاندماج الحزبي مع جبهة القوى الديمقراطية، وذكر بأن المؤتمر الوطني لحزب العهد الديمقراطي المنعقد يوم 14 يونيو 2019 بالناظور كان قد صادق على هذا القرار.