بدعوة من المجلس الوطني المنعقد بالرباط يوم الأحد 16 يونيو 2013، والذي صادق على انخراط الحزب الاشتراكي في مسار الاندماج بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأيضا إحالة مشروع تعديل النظام الأساسي للحزب لملائمته مع قانون الأحزاب؛ انعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي يوم السبت 29 يونيو 2013 تحت شعار: « اليسار الاشتراكي ضمانة أساسية للحفاظ على المكتسبات وتقوية المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي»، للتداول ومناقشة النقطتين الواردتين بجدول الأعمال. انطلقت أشغال هذا المؤتمر الاستثنائي الذي عرف حضورا مكثفا للمؤتمرات والمؤتمرين من كافة الأقاليم والجهات، وبحضور قيادات من أحزاب اليسار والأحزاب الحداثية والتنظيمات الجمعوية والسياسية والمدنية؛ بالكلمة الافتتاحية الهامة والشاملة التي تقدم بها الأخ المناضل الأمين العام الدكتور عبد المجيد بوزوبع والتي لامس من خلالها الأوضاع العامة ببلادنا سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا. وتوقف الأخ الأمين العام مليا على المشهد السياسي والحزبي، وبالخصوص على مستوى اليسار، المتسم بالتشرذم والتشتت، اللذين لا يخدمان إلا مصالح أعداء التقدم والديمقراطية والحرية. وتتطلب هذه المحطة، يؤكد الأخ الأمين العام، الجرأة والشجاعة والنزوع عن الذات والابتعاد عن الحسابات السياسية الضيقة، ونبذ الاختلافات الهامشية والجزئية، للانخراط المسؤول والواعي في مبادرة الاندماج داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في أفق التأسيس للحزب الاشتراكي الكبير لضمان التوازن السياسي ببلادنا من جهة، ومواجهة كل محاولات العودة ببلادنا إلى الوراء، والدفاع عن المكتسبات الديمقراطية التي تحققت بفضل التضحيات الجسام للوطنيين والديمقراطيين، من جهة أخرى. مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية، انطلقت أشغال المؤتمر الوطني الاستثنائي بتقرير عام للأخ الأمين العام الذي تناول باقتضاب مسيرة الحزب الاشتراكي وباستعراض لمواقفه حول كافة القضايا الوطنية، خصوصا منها المرتبطة بالمستويات السياسية والدستورية والحقوقية الاجتماعية وفي مقدمتها الملف الاجتماعي للطبقة العاملة وملف توظيف الأطر العليا المعطلة بتفعيل المرسوم 2-11-100 وكذلك ملف المجازين المعطلين وغيرهم . واستحضر كذلك من خلال هذا التقرير مصلحة الوطن والوفاء للتاريخ النضالي المشترك للحركة الاتحادية المليء بالتضحيات الجسام لشهداء الصف الوطني الديمقراطي، وفي طليعتهم المهدي بنبركة وعمر بنجلون ومحمد كرينة وغيرهم كثر. ويعد نقاش عميق للمؤتمرات والمؤتمرين امتزج فيه الصدق والإيمان بضرورة التفاعل مع اللحظة التاريخية واستحضار الغيرة الوطنية والتجرد من الذات والمراهنة على الاستمرار في بناء الجبهة اليسارية الاشتراكية، صوت المؤتمر بالإجماع على: 1- إدخال التعديلات على النظام الأساسي للحزب وملائمته مع القانون المنظم للأحزاب السياسية المغربية؛ 2- على قرار الاندماج داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتكليف الأخ الأمين العام بالإشراف على استكمال عملية الاندماج في الأجهزة الحزبية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وطنيا، جهويا، إقليميا، محليا، قطاعيا وبالتنظيمات الموازية؛ 3- البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الاستثنائي؛ 4- التفويض للأمين العام بكامل الصلاحيات للقيام بكل الإجراءات الإدارية والقانونية لتنفيذ قرار الاندماج، طبقا للمادة 59 من القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية، وبناء على المادة 25 من النظام الأساسي للحزب؛ 5- وبالأغلبية الساحقة على قرار المؤتمر بنقل ممتلكات الحزب وأمواله بعد أداء جميع الديون المترتبة عليه إلى المركزية النقابية «المنظمة الديمقراطية للشغل»، وذلك بناء على المادة 70 فقرة 1 من القانون التنظيمي رقم 11.29 المتعلق بالأحزاب السياسية، وطبقا للفقرة 4 من المادة 25 من النظام الأساسي للحزب الاشتراكي؛ 6- دعوة قوى اليسار إلى لم شمل للمساهمة الفعلية في بناء الحزب الاشتراكي الكبير. ويطالب المؤتمر بالإفراج الفوري عن المناضلين الشاهد المختار وخالد بلقاضي، عضوي المجلس الوطني للحزب، ورفع حالة الاعتقال الاحتياطي الظالم في حقهما. وفي اختتام أشغال هذا المؤتمر الاستثنائي بكل المقاييس، تم توجيه النداء إلى المؤتمرات والمؤتمرين ببذل كل الجهود من أجل ربط الاتصال بجميع مناضلات ومناضلي الحزب الاشتراكي عبر ربوع المملكة للانخراط في هذه المبادرة الوحدوية وتعزيز صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يعد حزبا لكل المغاربة، ومواصلة النضال والتعبئة لبناء الحزب الاشتراكي الكبير، بما يضمن التوازن السياسي ببلادنا ويحقق تطلعات وطموحات الشعب المغربي بتوفير شروط العيش الكريم تكريسا للمبادئ والحقوق الكونية التي تقرها العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. المؤتمر الوطني الاستثنائي الرباط، في 29 يونيو 2013