غالبا ما يخسر المحامون في قضايا الصحافة وحرية التعبير أمام القضاء المغربي، وغالباً ما يتطوعون ويشتغلون بدون أتعاب مناصرةً للصحافيين، لكنهم يربحون ضمائرهم ويُشرِّفون مهنتهم النبيلة وينالون تقدير الناس ويحركون بترافعهم عن حرية التعبير عجلةَ الإصلاح التشريعي والسياسي بالبلاد. هذا ما عبَّر عنه المحامون النقيب عبد الرحيم الجامعي وعبد العزيز النويضي ومحمد المسعودي من خلال الحديث المفتوح عن تجربتهم المهنية والحقوقية في اللِقاء الذي أدارته الإعلامية فاطمة الإفريقي، في إطار فقرة "مسارات محامين مدافعين عن حرية التعبير" المبرمجة ضمن الورشة التكوينية في آليات الترافع في قضايا النشر والصحافة لفائدة المحاميات والمحامين. وأشادت ممثلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف، أودغي غيلاندي، بروح وأهداف هذه الورشة وبالأدوار النبيلة للمحامين في التخفيف من حالات انتهاك الحق في التعبير والرأي رغم المضايقات التي يتعرضون لها، وذكّرت خلال عرضها أمام المحامين المغاربة بضمانات الحق في التعبير في القانون الدولي، وبالآليات المتبعة في الأممالمتحدة من أجل رصد ومتابعة وإنصاف حالات الانتهاكات لحرية تعبير الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. أما زميلتها المحامية التونسية السابقة المسؤولة عن حقوق الإنسان بمكتب المفوضية بتونس، إسعاف بن خليفة، فقد ركزت في عرضها على البيئة القانونية والتنظيمية لحرية التعبير عبر الإنترنيت، والإشكالات التي تطرحها على مستوى حقوق الملكية الفكرية، وانتهاك الخصوصية، وخطابات الكراهية والإرهاب، وأيضا تضييق الحكومات على حرية التدوين والرأي عبر الوسائل الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت هذه الورشة التكوينية التي افتتحها نقيب هيئة المحامين بالرباط ومدير مركز تكامل، وأطرها محامون أكفاء ذوو خبرة كالنقيب الجامعي والمحاميين الطيب لزرق وعبد العزيز النويضي، لقاءات تفاعلية حول مجموعة من القضايا المرتبطة بقضايا حرية التعبير، مثل دور المحامي في الدفاع عن حقوق الأطراف في قضايا الصحافة والنشر، والإشكالات المرتبطة بتقادم الجريمة الصحفية، وشكليات ومساطر تقديم الشكاية في هذا النوع من القضايا؛ وذلك من خلال استعراض المسار القانوني والقضائي لنماذج قضايا وطنية ودولية توبع وحوكم فيها صحافيون. عرفت الورشة التكوينية لفائدة المحامين، بالإضافة إلى العروض ذات الطابع القانوني، شهادات ومداخلات عن إكراهات العمل الصحافي وأخلاقيات المهنة والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون من تقديم كل من علي أنوزلا وفاطمة الإفريقي، وأشرف على تنظيمها كل من هيئة المحامين بالرباط، ومركز تكامل للدراسات والأبحاث، بشراكة مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بضاية الرومي بنواحي الرباط، وقد استفاد منها أكثر من 40 محامية ومحاميا من الرباط والخميسات والدار البيضاء ومراكش وطنجة، وأطر جلساتها خبراء من المغرب وفرنسا وتونس.