كشفت دراسة حديثة، أجرتها شبكة البارومتر العربية البحثية المستقلة لفائدة شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن معطيات مثيرة حول الدين والتوجه الجنسي والهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تقول الدراسة إن مجتمعات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تُصور غالبا على أنها مجتمعات متدينة ومحافظة حضاريا ومتجانسة، تُضمر عكس هذا التصور، حيث كشف الاستطلاع أن عددا متزايدا من سكان المنطقة "يديرون ظهورهم للدين وللتدين". وحسب المعطيات التي تضمنها الاستطلاع، الذي شمل 25 ألف شخص من عشر دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية، فإن نسبة الذين يصفون أنفسهم بغير المتدينين ارتفعت منذ عام 2013 من 8 في المائة إلى 13 في المائة. وصنف الاستطلاع المغربَ ضمن البلدان التي تعرف تزايدا لغير المتدينين، إذ تضاعف عددهم أربع مرات، بينما تضاعف عددهم مرتين في مصر، وتحتل تونس المرتبة الأولى، حيث يعتبر ثلث سكانها أنهم غير متدينين، ويَعتبر ربُع الليبيين أنفسهم كذلك، بينما جرى العكس في اليمن، حين انخفضت نسبة غير المتدينين من 12 في المائة في عام 2013 إلى 5 في المائة في عام 2019. وتُعتبر الفئة العمرية دون سن الثلاثين، حسب استطلاع "بي بي سي"، الفئة التي تضم أكبر نسبة من غير المتدينين، ب 18 في المائة. وبخصوص مسألة الهجرة، كشف الاستطلاع المذكور أن أعدادا متزايدة من سكان المنطقة ما زالت تفكر في الهجرة، إذ عبّر واحد من كل خمسة مشاركين في الاستطلاع في كافة المناطق التي أجري فيها عن رغبة في الهجرة، بدواع اقتصادية بالأساس. وتصدّر المغرب والأردن الدول التي تسود لدى شعوبها رغبة كبيرة في الهجرة، بنسبة بلغت أزيد من 40 في المائة؛ وكشف الاستطلاع أن المغاربة لم تعد وجهتهم مقتصرة على أوروبا كما كان الحال في السابق، بل انفتحوا على وجهات أخرى، كإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية والخليج. وفيما يتعلق بنظرة شعوب المنطقة إلى الوضع السياسي في بلدانها، كشفت بيانات الاستطلاع أن سكان الجزائر وليبيا والسودان والعراق والأردن هم الأكثر ترجيحا لاعتبار بلدانهم أقرب إلى الديكتاتورية، بينما تحسنت نظرة المغاربة إلى بلدهم، وإن كان 50 في المائة منهم لا يزالون يعتقدون بأن المغرب أقرب إلى الديكتاتورية من الديمقراطية.