دائما ما يسعى المرء للحصول على أسنان بيضاء للتمتع بمظهر جذاب كنجوم هوليوود. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال عمليات تبييض الأسنان، التي تساعد في التخلص من لون الأسنان واستعادة الابتسامة المشرقة، غير أن التبييض لا يناسب بعض الأشخاص كالحوامل والمرضعات. وقال طبيب الأسنان الألماني ديتمار أوسترايش إن تبييض الأسنان لا يتناسب مع بعض الأسنان، موضحا ذلك بقوله: "ينبغي على الأطباء توضيح بعض الأمور للمرضي، وهي أنه يمكن تبييض بعض الأسنان فقط، وليس الحشوات أو طقم الأسنان". علاوة على أن عمليات تبييض الأسنان قد تصبح أكثر تكلفة مما هو مخطط له؛ حيث قد يضطر الطبيب إلى تجديد التيجان أو الحشوات؛ نظرا لأنها بألوان مختلفة. ومن جانبه أضاف فولفجانج بوير، المتحدث الإعلامي للجمعية الألمانية لطب الأسنان التجميلي، أن عمليات تبييض الأسنان ليست رخيصة التكلفة؛ نظرا لأنها خدمة تجميلية بحتة، وليس لها دواعي طبية. فحص الأسنان أولا وأضاف أوسترايش قائلا: "قبل عملية التبييض يجب فحص الأسنان؛ حيث يتعرف طبيب الأسنان عما إذا كان يمكن تبييض الأسنان أم لا؛ فعلى سبيل المثال يرجع تلون الأسنان في بعض الحالات إلى حوادث السقوط أو الصدمات؛ حيث يتسبب النزيف في جعل السن يبدو بلون داكن". بالإضافة إلى أن علاج الجذور قد يجعل السن يبدو بلون داكن، وفي مثل هذه الحالات لا يغير التبييض المنتظم من شكل السن الخارجي، وتحتاج مثل هذه الأسنان إلى عمليات تبييض "من الداخل" من خلال طبيب الأسنان فقط، ولذلك فإن الفحص الطبي يعتبر من الأمور المهمة جدا قبل إجراء التبييض؛ حيث لا يمكن للمريض أن يحدد بنفسه ما إذا كان تلون السن يرجع إلى الترسبات الجيرية المتراكمة فوق السن أم أنه بسبب الرواسب بداخل السن. وعلاوة على ذلك، ينصح الأطباء بإجراء عملية تنظيف احترافي للأسنان قبل كل عملية تبييض، حتى تبدو الأسنان أكثر إشراقا، وتكون أقل تكلفة. صحة الأسنان واللثة وبدوره أوضح فولفجانج إيسر، من الجمعية الألمانية لطب الأسنان، أن صحة الأسنان واللثة تعتبر من الاشتراطات الأساسية لإجراء عملية التبييض، فمن غير المناسب إجراء التبييض عند تسوس الأسنان أو عدم إحكام الحشوات أو وجود تلف في مينا الأسنان أو جود كسور بالأسنان، ففي مثل هذه الحالات قد تتسرب مادة التبييض إلى داخل السن، وتتسبب في ظهور آلام أو تلف الأسنان والأعصاب. ومع المرضى من الصغار فإنه يجب توخي الحرص والحذر، وأضاف إيسر قائلا: "تتعرض أسنان المراهقين لخطورة كبيرة بسبب تلف الأعصاب؛ نظرا لأن بنية الأسنان لم تكتمل بعد". بالإضافة إلى أنه ينبغي على السيدات الحوامل والمرضعات والأشخاص، الذين لا يتحملون مكونات مواد التبيض، التخلي عن إجراء عملية تبييض الأسنان. طريقتان للتبييض وأشار أوسترايش إلى أن هناك طريقتين لتبييض الأسنان بشكل أساسي؛ حيث يتم التفريق بين عملية التبييض في عيادات الأسنان والتبييض في المنزل، ويتم إجراء عملية التبيض في العيادات بواسطة أطباء الأسنان، ولكن في حالة التبييض في المنزل فإنه يتم عمل جبيرة أسنان أولا، والتي يتم استعمالها في المنزل مع مادة التبييض، التي يتم الحصول عليها من طبيب الأسنان، ولكن هذه الطريقة تتطلب أن يقوم طبيب الأسنان بشرحها للمريض في البداية، وأن يتحقق منها لاحقا. وبمجرد أن تبدو الأسنان أكثر إشراقا، فإنه يمكن الاستمتاع بتأثير التبييض، إلا أن هذا التأثير لا يدوم للأبد، وعادة ما يستمر تأثير التبييض لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، غير أن هذه المدة ترتبط ارتباط وثيقا بعادات الأكل وتنظيف الأسنان؛ فمثلا سرعان ما يتلاشى تأثير التبييض في حالة التدخين أو عدم الاهتمام بنظافة الأسنان. تأثير جانبي وحيد ولا يرى الأطباء أية خطورة من عمليات التبييض، حيث أوضح بوير ذلك بقوله: "عند إجراء عملية التبييض بصورة صحيحة يكون لها تأثير جانبي وحيد يتمثل في زيادة حساسة الأسنان للأشياء الباردة والساخنة، ولكن هذا التأثير غالبا ما يختفي بعد بضع ساعات أو قد يمتد إلى يومين أو ثلاثة". ويرى الأطباء أن معاجين تبييض الأسنان يمكنها إزالة التلون السطحي، الذي يحدث بسبب القهوة أو الشاي أو النيكوتين، بصورة أفضل من معجون الأسنان التقليدي، إلا أن الأسنان لا تبدو مشرقة على الدوام، وبشكل عام يتعين على المرء التعامل بحذر مع معاجين تبييض الأسنان؛ نظرا لأنها تحتوي على مواد كاشطة أكثر خشونة من المعاجين العادية والمواد المضافة الكيميائية، وبالتالي فإنها لا تزيل الرواسب فحسب، بل يمكن أن تتسبب في تلف مينا الأسنان، ولذلك يتعين على بعض المرضى التخلي عن استعمال مثل هذه المعاجين للحفاظ على صحة الأسنان. *د.ب.أ