تجدّد موعد ساكنة مدينة الصويرة مع النقاش الحقوقي بافتتاح الدورة الثامنة من منتدى الصويرة لحقوق الإنسان، الجمعة، بأحد فنادق المدينة، تحت شعار "قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف". أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قالت إن الثقافة أحسن سلاح ضد العنف، وأضافت، في مداخلة بالندوة الافتتاحية لمنتدى الصويرة لحقوق الإنسان، الذي يوازي الدورة الثانية والعشرين من مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم"، أن "الخوف يؤدي إلى الكراهية، ثم تؤدي هذه الأخيرة إلى العنف". وشدّدت بوعياش على أنه "لا يوجد احترام لكرامة الآخر دون تعليم، ودون تعلّم للتسامح الذي يعدّ حقّا لكونه يلعب دورا جوهريا في تطور الرجل والمرأة". وأثارت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أهمية تفضيل قيم التسامح والصداقة، وعدم اليأس رغم حروب الإرهاب والطائفية؛ كما دعت في الكلمة نفسها إلى "استثمار قوة الثقافة في المغرب من أجل مواجهة ثقافة العنف". من جهتها تحدّثت نائلة التازي، منتجة مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم"، عن "الهوية التي شكَّلها منتدى الصويرة لحقوق الإنسان الذي يعقد بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتي يلقّحها جو مهرجان كناوة، الذي يعدّ نسمة قوية للحرية، ليناقش قضايا راهنة ويستكشفَ مواضيع مهمة تهم مجتمعاتنا، بدقة ومسؤولية". ووضّحت التازي أن "قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف ليس مجرد شعار، بل هو دعوة إلى التحرك المجتمعي، والوعي للبقاء على المسار الصحيح لحضارة إنسانية سمتاها التقدم والعدل"، مشيرة إلى أن "الثقافة تحفّز أيضا الاقتصاد، وتخلق فرص الشغل، وتساهم في سيرورات التنمية، وتزوّد بأدوات تكافح الفقر، وتقوّي الإحساس بالانتماء". وبعد توقفها عند مجموعة من الأسئلة التي قد تُطرَح عند الحديث عن الدور الأساسي للثقافة في الانتصار على "تفاهة الشر"، المفهوم الذي نحتَتَهُ فيلسوفة السياسة حنة أرندت، شدّدت نائلة التازي على أن "العنف الأعمى، السياسي، والديني، والاجتماعي، لا يمكن أن ينتصر على عبقرية الروح الإنسانية". وأكّدت منتجة مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" أن المغرب تماشيا مع إرادة ملكه يريد أن تكون الثقافة رافعة للنموذج الجديد للتنمية، ويريد أن تكون الثقافة أرضا خصبة للإبداع، وأن تكون موردا دائما وعنصرا ملموسا للاستجابة العالمية من أجل مواجهة تحديات المجتمع. بينما ذكّرت زينة برحال، مسؤولة منطقة المغارب في شبكة "TV5 MONDE"، بما يعرفه القرن الحادي والعشرين من تحديات الإرهاب وكراهية الآخر وتحديات الهجرة، وأضافت أن الشراكة التي تجمعها بهذا المهرجان تأتي في إطار تقديم نظرة متعدّدة تظهر غنى المنطقة. وقالت برحال إنها شاهدة على كون مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" مكانا للتعايش المجتمعي والتسامح، وأضافت: "ليست من المستغرب شراكة الشبكة الدائمة مع المهرجان، لأن قيم القناة تعارض الأحكام المسبقة، ولأن الأنشطة الثقافية تلعب دورا مهما، خاصة في العالم المغاربي بتشكيلها مكانا للتوافق المجتمعي، وهو ما يهم شبكة "تي في 5" التي تضمّ أحد عشر قناة تثير مواضيع مقصدها الانفتاح على العالم، وجعلُ مكانٍ لقيمٍ مشتركة، في إطار فرانكفونية ليست خالصة أو صلبة".