منذ أن تم الإعلان عن التشكيلة النهائية للمجلس الأعلى للمهاجرين ، وردود أفعال الجالية المغربية المقيمة في المهجر تتوالى . "" وينقل أحمد الجلالي مراسل جريدة "المساء" من لندن كيف أن الجالية المغربية ببريطانيا ما تزال تعيش على وقع الانقسام بين مؤيد ومعارض لسعاد طالسي التي تم تعيينها ممثلة لمغاربة بريطانيا . كثيرون يرون في هذا المجلس مولودا مشوها لأنه ولد بطريقة غير طبيعية ، أو كما يقول المثل المغربي : "من الخيمة خرج مايل . وربما يكون السيد إدريس اليازمي وزملاؤه في المجلس وحدهم من سيقولون بأن مجلسهم الموقر شرعي مائة بالمائة رغم أنف الجميع ، ما دام أن سعادة الرئيس سيتلقى على رأس كل شهر ستة ملايين كاملة ، والأعضاء الآخرون سيحصل كل واحد منهم على ملونين من السنتيمات . الذي جعل هذا المجلس الذي رأى النور قبل أسابيع قليلة يتأرجح بين كثير من المعارضين وقليل من المؤيدين مثل سفينة وسط أمواج هائجة يعود بالأساس إلى الطريقة التي تم بها الإعلان عن ولادته . فكما هي القاعدة في كل المؤسسات الرسمية للدولة تم تعيين أعضاء المجلس الأعلى للمهاجرين بظهائر شريفة بعيدا عن منطق الانتخابات . بمعنى أن الملك شخصيا هو الذي عينهم بنفسه ، وهنا تكمن المشكلة الكبرى ! إدريس اليازمي وزملاؤه سيكلفون الخزينة العامة للملكة ثمانين مليون سنتيم شهريا ، وعندما تنتهي ولايتهم – هذا إذا افترضنا أنهم سيرحلون في يوم من الأيام – سينصرفون إلى حالهم دون أن يستطيع أحد مطالبتهم بتقديم الحساب ، فقط لأنهم عينوا بظهائر شريفة موقعة من طرف صاحب الجلالة ! كاين شي واحد اللي يقدر يتحاسب مع الملك ؟ طبعا لا . في كل الدول الديمقراطية لا يتم تعيين المسؤولين في المؤسسات العمومية لا بظهائر شريفة ولا بظهائر غير شريفة كما يحدث في المغرب ، لذلك يكون كل شيء عندهم واضحا ، وعندما تنتهي مهمة أي مسؤول على رأس إدارة أي مؤسسة عمومية تسهل محاسبته أمام الرأي العام . فمن يستطيع مثلا أن يطلب من السيد اليازمي عندما تنتهي ولايته على رأس مجلس المهاجرين أن يأتي إلى البرلمان لمساءلته عما قدمه للجالية المغربية المشتتة في كل بقاع العالم ؟ لا أحد طبعا سيجرؤ على ذلك ، لأن كل من تسول له نفسه محاسبة المسؤولين الذين يتم تعيينهم بظهائر شريفة فكأنما يدخل في حرب مفتوحة مع الملك ، وقد يجد نفسه في أي لحظة في خانة المغضوب عليهم والضالين ! إذا كان الملك يريد حقا أن يكون المغرب بلدا ديمقراطيا فعليه أن يتخلى عن كثير من عادات المخزن القديمة ، وعلى رأس هذه العادات عادة تعيين المسؤولين بظهائر ملكية ، لأن هذه الظهائر خطيرة جدا ، بل يمكن اعتبارها سلاحا فتاكا ضد الديمقراطية ! خصوصا ديمقراطيتنا التي لم تتعلم بعد كيف تسير بشكل سليم ! almassae.maktoobblog.com