مرّت الحكومة المغربية إلى تنْفيذِ وعيدها ضدَّ طلبة الطّب والصيدلة وطب الأسنان، المقاطعين للدراسة وللتداريب الاستشفائية والامتحانات النّهائية، بعدما طالبت مصالح الأحياء الجامعية "أطباء المستقبل" بإخلاء الغرف التي يقطنون بها، في أقرب وقت ممكن، دون "توصّلهم بأيّ إشعار مسبق يشرحُ أسباب هذا القرار المفاجئ"، وفقاً لتصريحات عدد من طلبة الطّب. ويرفضُ طلبة الطّب والصّيدلة العودة إلى مقاعد الدّراسة لاجتياز الامتحانات النهائية، بمبرّر إصْرار الحكومة على عدم الاستجابة لمطالبهم التي لم تلقَ أيّ تجاوبٍ رسمي ينهي الأزمة المستفحلة؛ بينما انتشرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تشتكي "تهديدات مصالح الأحياء الجامعية بطرد الطلبة من الحي الجامعي بتاريخ غير محدد، بسببِ رفضهم اجتياز الامتحانات ورفض مبادرة الحكومة". وأوردت مصادر هسبريس أنّ عدداً من طلبة الطّب في العاصمة الرّباط تلقوا، ابتداء من أمس الخميس، إشْعارات شفهية تُخبرهم بمغادرة الغرف التي يقطنون بها، ولمّا اسْتفسروا حول أسباب هذا القرار، تُضيف المصادر، "قيلَ لنا إن هذا مرتبط برفضنا اجتياز الامتحانات النهائية وبالمعركة النضالية التي نخوضها من أجل التعليم العمومي" منتقدة التوجه الحكومي الذي اختار "التصعيد عوض الاستماع إلى مطالب الطلبة". ويأتي قرار فتح قنوات الحوار في وقت "عصيب" بعدما أصدرَ سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، توقيف كل من أساتذة الطب سعيد أمال من مراكش، وإسماعيل رموز من أكادير، وأحمد بلحوس من الدارالبيضاء، نظرا ل"إخلالهم بالتزاماتهم المهنية"، مع توقيف أجرتهم، وعرض ملفهم على المجلس التأديبي. من جانبٍ آخر، أقدمت وزارة الصحة، اليوم الجمعة، على توقيف الطبيب يوسف الخاطب عن عمله مع وقف الراتب وإحالته على المجلس التأديبي، لارتكابه "هفوة خطيرة تتمثل في ممارسته بالقطاع الخاص بدون سند قانوني مع إحالته على المجلس التأديبي"، وفق ما نقلته مندوبية الوزارة ببركان. وانتقد إلياس الخاطب، وهو منسّق وطني للتنسيقية الوطنية لطلبة الطّب، قرار توقيف والده وكتب "اليوم يأتي الدور على أبي، حيث إنه فوجئ صباح هذا اليوم المبارك بقرار كتابي بالتوقيف عن العمل لا لشيء إلا لأن ابنه يناضل من داخل التنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب بطريقة سلمية حضارية"، مضيفاً "جنت جنونهم وأبهرت العالم فلم يجدوا بدا من التضييق على أرزاقنا". ولم يفلح تصعيد الحكومة للهجتها إزاء طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في دفع الطلبة المقاطعين للدراسة وللتداريب الاستشفائية والامتحانات إلى مراجعة موقفهم، إذ كشفت مصادرُ من التنسيقية الممثلة لهم أنّهم سيقاطعون امتحانات الدورة الاستدراكية بعد أن قاطعوا امتحانات الدورة العادية في 10 يونيو الجاري. وكانت الحكومة أعلنت، في اجتماعها يوم الخميس الماضي، أنّ الباب مفتوح أمام الطلبة لاجتياز ما تبقى من امتحانات الدورة الربيعية المستمرة إلى غاية يوم 25 يونيو الجاري. كما أعلنت أنها ستطبق المقتضيات والمساطر القانونية الجاري بها العمل في مثل هذه الوضعية.