عرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان، الأربعاء، استئناف المحادثات مع جماعات المعارضة بلا شرط، وذلك بعد مرور يومين على سقوط قتلى في اقتحام قوات الأمن لموقع اعتصام بوسط الخرطوم، لكن المعارضة رفضت الدعوى. وقال مسعفون على صلة بالمعارضة السودانية إن عدد القتلى الذين سقطوا في عملية يوم الاثنين والاضطرابات التي أعقبتها ارتفع إلى أزيد من 100 قتيل وأنهم يتوقعون زيادة العدد أكثر. وكان اقتحام موقع الاعتصام، الذي أعقب أسابيع من التشاحن بين المجلس العسكري وجماعات المعارضة بشأن من الذي ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية، أسوأ ما شهده السودان من عنف منذ أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في أبريل بعد احتجاجات حاشدة على حكمه على مدى شهور. وألغى المجلس العسكري كل الاتفاقات التي كان قد توصل إليها مع المعارضة بعد اقتحام الاعتصام لكنه تراجع عن تلك الخطوة يوم أمس الأربعاء وسط انتقادات دولية متزايدة لاستخدام العنف. وقال الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي "نحن في المجلس العسكري نفتح أيدينا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن". لكن قوى إعلان الحرية والتغيير، وهم تحالف لجماعات المحتجين والمعارضة، رفضت العرض وقالت إن المجلس العسكري "ليس مصدر ثقة". وقال مدني عباس مدني أحد زعماء التحالف لرويترز "اليوم دعا المجلس للحوار وفي ذات الوقت يقوم بترويع المواطنين في الشوارع". وأضاف مدني أن دعوة البرهان جاءت قبل إلقاء القبض على أحد أعضاء التحالف وهو ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وهي جماعة متمردة. بدوره دعا تجمع المهنيين السودانيين، جماعة المعارضة الرئيسية التي تقود الاحتجاجات، إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في سقوط قتلى يوم الاثنين فيما وصفه "بالمجزرة". وألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى الخرطوم، بما في ذلك شركة طيران الخليج وشركة فلاي دبي وشركة مصر للطيران. ويموج السودان بالاضطرابات منذ ديسمبر، عندما تحول الغضب من ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة النقدية إلى احتجاجات مستمرة ضد البشير والتي انتهت بإعلان الجيش عزله بعد ثلاثة عقود في السلطة.