مباراة الدخان والمرايا المشعة مع بداية انطلاق المباراة برسم نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة، التي جمعت بتونس بين فريقي الوداد البيضاوي والترجي التونسي، لاحظ المتتبعون اشتعال مدرجات الملعب وجنباته بأعمدة الدخان التي غطت فضاء الميدان، حتى بات عسيرا على المشاهد تتبع الكرة وتنقلها من عناصر هذا الفريق أو ذاك، علاوة على مرايا مشعة كانت مدسوسة في زوايا بداخل المدرجات مسلطة باتجاه أوجه عناصر الوداد البيضاوي؛ إذ كلما أمسك لاعب ودادي الكرة تسقط عليه هذه "الأشعة السينية" بهدف إرباكه، وقد توالت خيوطها، تحت أعين المنظمين وأجهزة المراقبة التونسية، ولا أحد أو جهة عملت على ترصد أصحاب هذه المرايا أو اقتفاء أثرهم، مما يعني أنها مفبركة سلفا للعب دور العنصر الثالث عشر بعد الجمهور! العداء المتخفي ضد المغاربة في تتبعنا لأطوار الشوط الأول من المباراة على قنوات ال"باين سبورتز" العربية bein sports، يكاد الملاحظ يجزم بوجود ثقل كبير منحاز للتونسيين على أكثر من مستوى، سواء على مستوى الواصفين الرياضيين أنفسهم، الذين يحملون الجنسية التونسية، أو على مستوى معظم "المحللين" الرياضيين، ولا يمكن للباحث والمتتبع أن يلمس في تغطياتهم أو تحليلاتهم ولو قليلا من التجرد والموضوعية أو تحكيم الروح الرياضية النزيهة. سابقة في كرة القدم الإفريقية لم يكد الشوط الثاني يستأنف بدقائق، وتحديدا في الدقيقة 62 من المباراة، حتى أحرز فريق الوداد هدف التعادل، بيد أن إلغاءه من طرف حكم المباراة فجر قضية تعد سابقة في كرة القدم الإفريقية حينما أصرت العناصر الودادية على اللجوء إلى تقنيةVAR ، لكن تردد الحكم، تحت إلحاح اللاعبين، كشف عن وجود عطل في هذا الجهاز، مما أوقف المباراة إلى آخر 90 دقيقة، فأخذت منحى آخر في محاولة للتستر على هذه "الخدعة"، التي تحولت إلى مادة دسمة في أوساط محللين وحكام ومسؤولين.. ما حكم "العدالة" في هذه النازلة الرياضية الفريدة؟ هل سيؤخذ بقرار الحكم رغم أنف كل شيء؟، هل تلغى المباراة بحكم غياب آلية تتبعها ومراقبتها VAR (التحكيم بالفيديو المساعد) The Video Assistant Referee؟ وهل..؟ وهل..؟ "الكاف" سيواجه العدالة الاتحاد الإفريقي لكرة القدمCAF ، أمام كل مباراة، وعلى كل المستويات، يتحمل مسؤولية التنظيم المادي والتقني، منها حصريا تقنية VAR، التي يتوجب تجريبها قبل انطلاقة أي مباراة، لكن "تعطيلها" أو تعطلها كثيرا ما يولد تخمينات تذهب في اتجاه "مؤامرة سافرة" لتمرير أي شيء، ولطمس الحقائق حتى لا يكون هناك مجال لاستعادة لقطة تسجيل الهدف أو اتخاذ قرار جائر مثل القرار الذي أصدره الحكم بتتويج الفريق التونسي بعد توقف المباراة بحوالي 30 دقيقة، ولا أحد يعلم الجهة التي أملت عليه استصدار قرار بهذه الحمولة الحاقدة والظالمة، وعقب مباراة ناقصة بنصف ساعة! هل هو عقاب في حق المغاربة لمطالبتهم بحقهم في استعمال "الفار"، أم هي لعبة خبيثة ومكشوفة للعالم عما يعتري الكرة الإفريقية من فساد واحتكار وو..؟؟