يشهد التلفاز الذكي رواجا كبيرا في الوقت الحالي؛ حيث إنه يوفر للمستخدم العديد من وسائل الراحة كإمكانية مشاهدة الأفلام أو البرامج من مكتبات الميديا في أي وقت ومشاهدة الصور من الهاتف الذكي على شاشة التلفاز الكبيرة، ومع ذلك ينطوي التلفاز الذكي على مخاطر تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات. ويري كلاوس ميركل، رئيس معهد تكنولوجيا البث (IRT) أن الميزة الرئيسية لأجهزة التلفاز الذكية تتمثل في إمكانية مشاهدة مقاطع الفيديو من الإنترنت على شاشة كبيرة بدقة وضوح فائقة، مشيرا إلى أن أجهزة التلفاز الذكية توفر راحة أكبر مقارنة بالحواسيب التقليدية وأجهزة اللاب توب؛ حيث يمكن التحكم في جميع الوظائف بسهولة عن طريق الريموت كنترول المعتاد. تطبيقات وخدمات وأضاف ميركل أن هناك نمو كبير في عروض التطبيقات الخاصة بأجهزة التلفاز الذكية، بالإضافة إلى زيادة خدمات الفيديو المجانية أو الخدمات المدفوعة مثل الفيديو حسب الطلب Video on Demand، ومن ضمن الخدمات المناسبة الأخرى بوابات الأخبار وأدلة البرامج وتطبيقات الألعاب، بالإضافة إلى المعلومات المصاحبة للبرامج، مثل الترجمة إلى لغة الإشارة، والتي لا تزال قليلة الاستخدام. ويرى ميركل أن محاولات إنشاء تطبيقات الاتصالات على أجهزة التلفاز الذكية غير مناسبة؛ نظرا لأن هذه النوعية من الأجهزة تفتقر إلى الكاميرا لإجراء مكالمات الفيديو أو إمكانية إدخال النصوص بسهولة، على الرغم من وجود بعض أجهزة الريموت كنترول المزودة بلوحات مفاتيح موسعة، إلا أنها تكون معقدة للغاية. ومن جانبه أضاف رولاند زايبت، المحرر بمجلة "فيديو" المتخصصة، أن عروض الأفلام والفيديو هي التي تجعل أجهزة التلفاز الذكية جذابة في المقام الأول، وبفضل خدمة الفيديو حسب الطلب أو منفذ توصيل القرص الصلب يمكن لأجهزة التلفاز الحالية أن تحل محل مسجل الفيديو، علاوة على أن أجهزة التلفاز الذكية توفر أكثر من ذلك؛ حيث إنها تعتبر شريكا في إنترنت الأشياء، وعندئذ يصبح التلفاز بمثابة مركز التحكم. وإلى جانب عرض محتويات شاشة الهاتف الذكي على أجهزة التلفاز الذكية يرى زايبت أنه يمكن توصيل كاميرا الأمان الخاصة بباب المنزل بجهاز التلفاز، وبفضل تطبيقات المساعد الصوتي، فإنه يمكن استخدام التلفاز الذكي كجهاز تحكم في تجهيزات المنزل الذكي، فمثلا يمكن للمستخدم توجيه الستائر وضبطها بواسطة الأوامر الصوتية عن طريق التلفاز. مخاطر الخصوصية ولكن الإمكانيات المتنوعة لأجهزة التلفاز الذكي تجلب معها بعض المخاطر المتعلقة بالخصوصية وحماية البيانات؛ حيث تتدفق الكثير من المعلومات إلى الخدمات المستخدمة، ولا يرغب الخبراء الألمان في دق ناقوس الخطر؛ حيث إنهم يتفقون على أن الاستخدام المتوسط للهاتف الذكي يكشف معلومات عن المستخدم أكثر من المعلومات، التي يمكن كشفها بواسطة التلفاز الذكي، ومع ذلك يجب توخي الحرص والحذر. وأكد الخبراء على ضرورة مراعاة آليات التوصية المدمجة من قبل الكثير من الشركات المنتجة لأجهزة التلفاز، والتحقق من نوعية الأفلام والبرامج التليفزيونية، التي يفضلها المرء، ولم يتم التأكد بعد مما إذا كان يتم التلاعب في استهلاك أفلام أو أخبار معينة. ويتعين على المستخدم أن يدرك أنه مع أجهزة التلفاز الذكية يتم تسجيل الكثير من التفاصيل الخاصة بسلوكيات المستخدم على الإنترنت، ويرتبط ذلك بالشركات المنتجة لأجهزة التلفاز والتطبيقات المستخدمة، ولذلك يتعين على المستخدم قراءة الشروط والأحكام العامة للخدمات بعناية. وغالبا ما يتم جمع البيانات بدون تحديد هوية المستخدم وتخزينها في ذاكرة كبيرة، مثلا لتحديد عدد مرات استدعاء برنامج معين من مكتبة الميديا في جميع أنحاء البلاد. وبمجرد أن يقوم المستخدم بإنشاء حساب باسمه، فإنه لم يعد مجهولا، ويجب مراعاة ذلك بصفة خاصة عندما يتم طلب قائمة التلفاز أثناء عملية التثبيت لأول مرة أو التسجيل للحصول على الخدمات الموسعة أو خدمات التحديث؛ حيث سيتم عندئذ تعيين الجهاز بشكل واضح لشخص أو عائلة. ومن ضمن النقاط المهمة عدم الموافقة العمياء في أي موضع؛ حيث يتعين على المستخدم الموافقة بوعي عند تثبيت التلفاز لأول مرة، وعدم إفشاء البيانات بسهولة، وفي حالة الرفض قد لا تعمل بعض الخدمات، وعن طريق قائمة التلفاز يمكن للمستخدم تغيير بعض القرارات، التي تم اتخاذها سابقا. وإذا رغب المستخدم في بيع التلفاز، فإنه يتعين عليه إرجاعه إلى أوضاع ضبط المصنع لكي يتم حذف بيانات الوصول المخزنة عليه. وإذا اقتصر استعمال التلفاز الذكي على مشاهدة البث التليفزيوني العادي ولم يتم توصيله بالإنترنت، ففي هذه الحالة لا يتم الكشف عن أية بيانات شخصية. *د.ب.أ