على هامش زيارته إلى جماعة أولاد ناصر، التمس جمعويون من محمد قرناشي، عامل إقليم الفقيه بن صالح، التدخل لدعم مطالبهم الرامية إلى تأهيل البنى التحتية لدواويرهم، والعمل على تدارك التأخر الحاصل في عدد من المشاريع التي يقولون إنها تحولت إلى أماكن أخرى لإعتبارات سياسية، تاركة دواويرهم قرى جوفاء بآفاق غامضة. هسبريس، التي عاينت تدخلات الشباب الأخيرة، زارت جماعة أولاد ناصر الترابية، واستمعت في تصريحات متطابقة لعدد من المواطنين، الذين تحدثوا عن واقع يقولون إنه متعثر وظل يراوح مكانه منذ عقود، مشتكين من محنتهم مع الصحة والطرق والماء وملاعب القرب التي أضحت مزمنة، معلنين أن آمالهم اليوم تنحصر في تمكين دواويرهم من نصيبها من "حصص المشاريع" التي توزع، حسب تعبير البعض منهم، "بمزاج انتخابي". عبد الكريم الحرشيش، فاعل جمعوي من دوار أولاد فرج، قال إن "جماعة أولاد ناصر، على الرغم من مؤهلاتها الفلاحية، ما تزال تتخبط في دوامة التهميش والإقصاء بسبب النقص الحاصل في المرافق الاجتماعية وضعف البنيات التحتية، خاصة في مجال الطرق والصحة والرياضة"، مشيرا إلى أن بعض المشاريع المنجزة لم ترق إلى طموحات الساكنة. وأوضح عبد الكريم أن بعض الدواوير، ومنها دوار أولاد فرج، "ما تزال إلى حدود الساعة، على الرغم من بلوغنا الألفية الثالثة، في أمس الحاجة إلى قنوات الصرف الصحي والطرق المعبدة ومرافق الصحة وملاعب القرب ودور الرعاية الاجتماعية ورياض الأطفال، وكل ما من شأنه خلق تنمية مستدامة حقيقية". وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن "الذي تغير بشكل ملفت بالجماعة، هو قطاع التعمير، حيث استحوذ الإسمنت على عشرات الهكتارات، ونبتت عدة بنايات عشوائية، وأقبرت التجمعات السكنية، التي أتت على الأخضر واليابس، حُلم الشباب في إمكانية تطور هذه الدواوير إلى مراكز حضرية بمواصفات تنموية". ورغم توفر الجماعة على مؤهلات فلاحية قادرة على أن تحقق جزء كبيرا من انتظارات وطموحات الساكنة المحلية، يقول حميد، وهو من شباب المنطقة، فإن "المجلس الجماعي لم يستغل بحكامة كل هذه المؤهلات المحلية حتى تصبح دعامة قوية للتنمية البشرية المحلية". وفي السباق ذاته، ذكّر الحرشيش ببعض المبادرات المحمودة التي تروم توفير الوعاء العقاري من أجل بناء مستوصف صحي، وملعب للقرب، ومحاولات أخرى للنهوض بالناشئة، "التي مازالت كلها لم تلق الآذان الصاغية على الرغم من أن الساكنة في أمس الحاجة إلى خدمات كل هذه المرافق العمومية". وانتقد المتحدث بعض مبادرات رئيس المجلس الجماعي لأولاد ناصر، "الذي برمج بشكل غير مفهوم نقطة تتعلق بمشروع الشطر الثاني من المسالك الطرقية في جدول زيارة عامل الإقليم، بمناسبة تخليد الذكرى 14 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على الرغم من أن المشروع، الذي بلغت به الاشغال نسبة 60 بالمائة، مازال متوقفا منذ حوالي سنة ونصف، لأسباب يقال إن لها صلة بالسيولة المالية"، وفق تعبيره. وارتباطا بالوضع ذاته، حصلت هسبريس على معطيات تفيد بأن عددا من المستشارين بجماعة أولاد ناصر كانوا قد تقدموا مؤخرا بطلب عقد دورة استثنائية من أجل التداول في الإكراهات التي تحول دون إنجاز الشطر الثاني من المسالك الطرقية بتراب الجماعة، ومشاكل الربط بالماء الشروب والكهرباء ببعض الدواوير، وهي البادرة التي وصفها نشطاء "بمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، ووضع السكة على مسارها الصحيح. من جانبه، أوضح عبد الرزاق فضلي، رئيس المجلس الجماعي لجماعة أولاد ناصر، أن مجلسه "يبذل مجهودات جبارة من أجل تغطية حاجيات الساكنة بكل قرى ودواوير الجماعة وفق أولويات محددة، يقررها أعضاء المجلس الجماعي تطبيقا للقوانين المعمول بها في هذا الإطار". ونفى رئيس المجلس الجماعي أن يكون النقص الحاصل في بعض المرافق العمومية على علاقة بالتدبير الجماعي، مشيرا إلى أن "العشرات من المشاريع المقترحة تتجاوز تكلفتها ميزانية الجماعة، الأمر الذي يتطلب إجراءات كثيرة من أجل تدبير الدعم عبر عقد اتفاقيات شراكة وتعاون، كما هو الشأن لمشروع المسالك القروية الذي ساهمت فيه الجماعة بحوالي 400 مليون سنتين فيما تكفل المجلس الإقليمي بأزيد من 02 مليار سنتيم". وتحدث فضلي عن الخصاص المتعلق بقطاع الصحة ودور الطالبة، وإلى حد ما الربط بشبكة الماء والكهرباء، فيما أوضح أن "الجماعة أنهت اتفاقية شراكة مع وزارة الشباب والرياضة سيتم بموجبها إنجاز ملعب رياضي بالمعايير الوطنية، بتكلفة تقترب من المليار سنتيم". وأشار إلى أن الخصاص الذي تعرفه الجماعة في ما يخص ملاعب القرب مرتبط بإشكالية الوعاء العقاري، وقال إن "المجلس الجماعي صادق في هذا الإطار على اتفاقية شراكة وتعاون سيتم بموجبها إحداث ملعبين للقرب، إلا أن إكراه الأرض (العقار) يبقى عائقا أمام تنزيل المشروع"، بتعبير رئيس المجلس الجماعي لجماعة أولاد ناصر.