لمس مهنيون تناميا متزايدا لواردات المغرب من منتجات النسيج والملابس الجاهزة البرتغالية خلال الشهور الأربعة والعشرين الأخيرة، موردين أن البيانات المتوفرة تؤكد نجاحها في توسيع حصصها السوقية على حساب حصص مثيلتها التركية داخل السوق المغربي خلال الفترة نفسها. وبدأت مجموعة من علامات الملابس الجاهزة البرتغالية تجد موطئا لها داخل كبريات المراكز التجارية في المدن المغربية الكبرى. وقال مسؤولون بمراكز تجارية كبرى في الدارالبيضاء إن الملابس البرتغالية نجحت في اقتطاع حصص سوقية مهمة، مستفيدة من تراجع الطلب على الملابس التركية الجاهزة التي ارتفعت أسعارها بعد اتخاذ الحكومة المغربية لإجراءات رفع الرسوم الجمركية على البضائع القادمة من تركيا. وجاء هذا القرار بعد صدور دراسات تؤكد تعرض الصناعة الوطنية في النسيج الموجهة إلى السوق المحلية، خلال السنوات الأخيرة، لاضطرابات بسبب ارتفاع الصادرات التركية نحو المغرب ما بين سنتي 2013 و2017. ورصدت السلطات المغربية انخفاضاً في متوسط أسعار واردات النسيج والملابس ذات المنشأ التركي مقارنةً مع الواردات القادمة من الدول الأخرى، لا سيما من دول الاتحاد الأوروبي والصين. واستفادت الواردات التركية من ولوج تفضيلي إلى السوق المغربية بفضل اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين المغرب وتركيا الذي دخلت حيز التنفيذ منذ سنة 2006، وقد برز تأثير هذه الإجراءات التفضيلية من خلال الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع قياسي في صادرات تركيا من الملابس الجاهزة بنسبة 175 في المائة خلال الفترة الممتدة ما بين 2013 و2017 فقط. ومباشرة بعد تفعيل الإجراءات الوقائية الجديدة، توجه المستوردون المغاربة صوب أسواق جديدة لاستيراد الملابس الجاهزة، ووقع اختيارهم على البرتغال التي شرعت بضائعها في فرض وجودها في السوق الوطني. وانتقلت صادرات البرتغال من الملابس الجاهزة ومنتجات النسيج من 24.7 مليون يورو في سنة 2017 إلى ما يزيد عن 27.5 مليون يورو مع نهاية سنة 2018، في ظل تسجيل زيادة مضطردة في الطلب على هذه المنتجات من طرف المستهلك المغربي.