اتفق الناشط الأمازيغي أحمد عصيد والصحفية سناء العاجي على أن قطاعا عريضا من المغاربة "منافقون" اجتماعيا، باعتبار غلبة النفاق على الصدق والتربية، بسبب تأثير السياسات العمومية التي فُرضت عليهم منذ سنوات عدة. وقال عصيد، في برنامج "مواطن اليوم" الذي بثته قناة ميدي واحد سات ليلة الخميس 15 دجنبر، وناقش قضية الحريات الفردية في المجتمع، إن المغاربة تربوا على النفاق نتيجة رواسب تربوية أدت إلى لباس الكثيرين لقناع مزيف آخر غير حقيقتهم في الواقع، وهو أمر أفضى بالكثيرين إلى وضع شيزوفريني. واستدل عصيد بمثال أحد زملائه الأساتذة، وينتسب إلى حزب الاستقلال، الذي التمس منه التوقيع على عريضة لمنع الخمور، لكنه بمجرد أن اطلع على تلك العريضة وجد عددا من الأسماء الأولى التي وقعت عليها تتعاطى لشرب الكحول، وهو الشيء الذي فسره عصيد بالنفاق الاجتماعي الطاغي على سلوكيات المغاربة. وانتقل عصيد إلى إيران، ليضرب بها المثل في مسألة النفاق الاجتماعي، قائلا إن وراء الحجاب و"التشادور" الإيراني تُرتكب الموبقات، وإن المجتمع الإيراني مهووس بالجنس والانحلال الأخلاقي، بالرغم من الظاهر الذي يوحي بأنه مجتمع نظيف. وبالنسبة لسناء العاجي، فإن هناك فرق شاسع بين الكلام والخطاب وبين الممارسة والواقع عند المغاربة، مثل المواطن الذي يقول إنه ضد الرشوة، تجده هو أول من يمنح هذه الرشوة حين تقع له حادثة سير مثلا، والأمر نفسه بالنسبة لشرب الخمر، حيث أول من يذهب لشراء قنينات الخمور ، هم من يرون أن بيع الخمور غير قانوني ولا أخلاقي. [email protected]