أثارت واقعة وفاة حامل وجنينها نواحي إقليم طاطا، الأسبوع الجاري، العديد من ردود الفعل الغاضبة من استمرار تردي الخدمات الصحية بعدد من المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات بالمغرب، إذ اعتبر منتدى "إفوس" للديمقراطية وحقوق الإنسان أن سمة واقع الصحة العمومية بالمغرب "الاستخفاف بحياة المواطنين، والاستهداف الممنهج لتخريب الصحة العمومية، من خلال تغييب شروط الجودة، وضرب مبدأ التكافؤ والمساواة والقضاء التدريجي على مجانية الصحة". واقع، قال عنه منتدى "إفُّوسْ"، ضمن بيان تتوفر عليه هسبريس، "ينتج توالي الاحتجاجات وازدياد منسوب السخط العارم للساكنة، في ظل تلكؤ المسؤولين وتماطل الحكومة في إنقاذ الوضع المزري"؛ كما سجل "فشل المبادرات المقترحة الرامية إلى تجويد العرض الصحي الهزيل، وعدم تفعيلها "على علتها" إلى حدود الساعة: "استقدام الأطباء السنغاليين" أو "التعاقد لتقديم خدمات صحية مقابل تحفيزات مالية"". وعلاقة بواقعة وفاة الأم (سلوى .ع) وجنينها بطاطا، وأمام النزيف المستمر وتوالي حالات الوفيات للنساء والأطفال الناتجة عن الولادة، وتفاقم الوضع نتيجة الخصاص المهول للأطباء، وغياب حلول جذرية، فالحالة تبقى مرشحة للارتفاع، حسب البيان، الذي أورد أن منتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان "يُعبّر عن تنديده المطلق بالمستوى الهش للخدمات الطبية والصحية بالإقليم، والوضع المزري الذي يعيشه المستشفى الإقليمي بطاطا، من غياب قسم الإنعاش وضعف التجهيزات وقلة الأطر الطبية العاملة به وبأغلب جماعات الإقليم". واستنكر التنظيم الحقوقي ما نعته ب"رداءة" الخدمات المقدمة إقليميا في مجال الصحة، وشجب "واقع غياب العدالة المجالية الذي يتنافى مع ضروريات المواطنة الكاملة، وهو ما يفرض توفير الشروط وتسخير الإمكانيات من الدعم العمومي وتوجيهه نحو القطاعات الاجتماعية ذات الأولية". المنتدى دعا من خلال بيانه كلا من عامل إقليم طاطا، والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، إلى "التعامل الجدي والإنصات المسؤول إلى الوضع المقلق الذي يعيشه القطاع محليا"، كما ويوصي ب"ضرورة إشراك المجتمع المدني الفاعل في التشاور والحوار متعدد الأطراف لحل المشاكل التي تعيشها القطاعات الاجتماعية، وعلى رأسها الصحة كقطاع حيوي".