قال الداعية الإسلامي عمرو خالد إنه كلما وافق هوى النفس ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو إليه، كلما عاش الإنسان حياة سعيدة، امتثالاً لقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به". وأضاف في الحلقة السابعة عشرة من برنامجه الرمضاني "فاذكروني" أن الهوى ليس كله حراما في الإسلام كما يعتقد البعض، بل إنه ما تهواه النفس وتميل إليه وترغب فيه وتتمنى أن تحققه.."فإذا كان هواك مع الله.. إذا كان هواك مع ذكر الله، مع قيام الليل..مع الخير..كان هواك موافقًا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم". وتابع خالد شارحًا: "إذا كنت تحب امرأة جميلة من قلبك، وتقول لنفسك إنها لا بد أن تكون زوجة لي، على أن تكون قريبة من ربنا، وقتها سيوافق هواك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان هوى نفسك أن تحقق أموالاً كثيرة، من غير أن تخالط الكسب الحرام، وقتها سيكون هواك مع رسول الله صلى الله عليه.. كل ما كان هواك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستعيش سعيدًا". وأشار خالد إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"، وزاد: "لن يكتمل إيمانك حتى يوافق هواك ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن تحقق ذلك إلا بما بمداومة الصلاة والسلام على رسول الله..فلن يكون هواك طوعًا لما جاء به إلا بالذكر الكثير". واستدرك خالد قائلاً: "هذه تجربة الحياة لمن جربوا الذكر الكثير..داوم على الذكر يوميًا ولا تتوقف..استمر في ذكر الله، ستشعر بحلاوة عجيبة، بعدها ستجد مزاجك وأمنياتك ورغباتك قريبة مما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم منك أن تفعله.."إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"". وقال متحدثًا عن شخصية النبي صلى الله عليه وسلم: "لو عرفته لانبهرت به وأحببته..كان حنونًا رقيقًا..حضن ابن عباس وهو ابن 12 سنة ودعا له في أذنه: اللهم فقهه في الدين..حتى صار أعلم المسلمين". وأوضح الداعية الإسلامي أن النبي الكريم كان يشعر بالناس وبمن حوله، ومن ذلك أنه سأل جابر بن عبدالله: هل تزوجت؟.. فأجاب: نعم، وزاد: "كان رحيمًا.. متسامحًا..حتى إنه كان من ينوي أن يؤذيه فيضع يده على صدره..ويقول: قبل أن يضع يده على صدري كان أبغض أهل الأرض إلى قلبي..فما إن رفعها حتى صار أحب أهل الأرض إلى قلبي..عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة"". وعدد خالد صفات النبي واصفًا إياه بأنه "كان متواضعًا جدًا.."إن الله خيرني بين أكون ملكًا نبيًا أو عبدًا نبيًا فاخترت أن أكون عبدًا نبيًا"، وكان يحب البنات، فلم يعش له من ذريته إلا البنات؛ فضلاً عن ذلك كان شجاعًا، وعاشقاً للإسلام.."والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أبدًا"". وقال المتحدث ذاته: "النبي كان "يكبَّر" الناس حتى يبدعوا..فأصبح "مصعب" أهم سفير في تاريخ الإسلام.. وثق فيه وكبره فأبدع..أسلم على يده أهل المدينة..كبَّر جعفر بن أبي طالب، ابن عمه، حتى استطاع أن يقف أمام النجاشي ملك الحبشة ويقنعه ويبكيه..وثق فيه وكبره فأبدع.. كبَّر خادمة أنس بن مالك، ليكون أحد أشهر رواة الأحاديث... كبَّر بلال من عبد إلى مؤذن رسول الله..يقلده كل مؤذن ويتمنى أن يكون مثله كل المؤذنين إلى يوم القيامة..كبَّر أسامة بن زيد ليقود معركة أمام الروم". وذكر خالد أن رسول الله بكى يومًا فقالوا: ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال: اشتقت لإخواني، قالوا: أو لسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي، أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني.