يبدو أن نهاية عبد الحكيم بنشماش على رأس الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة لم يعد يفصلها سوى أسابيع قليلة، بعد الاجتماع العاصف الذي عقد ليلة الاثنين بالرباط ولَم يدم إلا خمس دقائق. وكشفت مصادر مطلعة من المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أن أعضاء المكتب السياسي طوقوا عنق بنشماش، إذ طالبوا بعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني، من أجل عزل الأمين العام للحزب، معتبرين تصرفاته ب"الصبيانية وغير السياسية ولا تمت بصلة إلى الحزب، خصوصا بعدما جرى في انتخاب رئيس للجنة التحضيرية لعقد المؤتمر". وكشفت مصادر هسبريس الإلكترونية أن اجتماعا للمكتب السياسي عقد ليلة الاثنين ولم يدم سوى خمس دقائق، حيث انتفض أعضاء الحزب في وجه بنشماش، بقيادة أحمد أخشيشن، رئيس جهة مراكشآسفي، معلنين انسحابهم وتركه وحيدا بالقاعة. وأوضحت مصادر الجريدة أن بنشماش، الذي بات المقربون منه يتهربون منه، دخل إلى قاعة الاجتماع، ليفاجئ الأعضاء بكونه قرّر تجميد المكتب الفيدرالي الذي يرأسه محمد الحموتي، وكذا سحب التفويض منه مع إحالته على المجلس التأديبي. ولَم يقتصر الأمر على هذا فحسب، فإن رئيس الغرفة الثانية، تضيف مصادرنا، اعتبر أن اللجنة التحضيرية التي انتخبت سمير كودار على رأسها باطلة ولا أساس قانوني لها، مشيرة إلى أن بنشماش "تحدى الجميع ضاربا بعرض الحائط ما قرره الأعضاء، ليعلن عن إحالة كودار على لجنة الأخلاقيات التابعة للحزب". وأكدت مصادر الجريدة أن هذه التصرفات الصادرة عن الأمين العام لم ترق باقي الأعضاء؛ فقد انتفض أخشيشن، العضو البارز في الحزب، مخاطبا إياه "بما أنك تود إخبارنا بما قررته، فنحن لن نناقشك في شيء"، لينصرف ويتبعه باقي الأعضاء. ووصفت المصادر أن ما بدر من الأمين العام يعد "تصرفات صبيانية لا ترقى إلى المستوى، وقد فهم منه باقي الأعضاء أنه يقوم بتصعيد ضدهم"، لافتة إلى كون الأعضاء قرروا الرد بقوة عليه بالدعوة إلى عقد دورة استثنائية للحزب. وتأتي هذه التطورات التي يبدو أنها ستأتي على الأخضر واليابس بالحزب، عقب انتخاب كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، بحصوله على غالبية الأصوات، ب 102 مقابل 52 صوتا لميلودة حازب، ما فهم منه بنشماش وأنصاره بكون نهايته على رأس "الجرار" باتت وشيكة. واضطر بنشماش، حينها، إلى رفع جلسة اللجنة التحضيرية وتصدير الأزمة إلى المكتب السياسي؛ فيما خرج كل من محمد الحموتي، رئيس المكتب الفيدرالي للحزب، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، ليعلنا عن دعمهما لكودار وقدما له تهنئة مكتوبة. وجاء في التهنئتين، اللتين توصلت هسبريس بنسخة منهما، أن "رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب جاءت بأغلبية ساحقة في جلسة تصويت علني ساهم فيه عضوات وأعضاء اللجنة التحضيرية الذين حضروا بناء على دعوة رسمية وتلا أسماءهم الأمين العام في بداية الاجتماع". من جهة ثانية، خرج حكيم بنشماش، الأمين العام، بما وصفه بيان الشرعية والمسؤولية، أعلن فيه أنه "لم يتسن للحاضرات والحاضرين الحسم العملي في مباشرة عملية الترشيح والتصويت بالنظر للخلاف الذي تفجر بخصوص بعض المواد الواردة في النظام الداخلي"، موردا أن "العملية لم تتم نهائيا بعد رفع الجلسة لانتفاء الشروط العادية والسليمة للدخول في هذه العملية". وقال البيان إن "تنصيب أحد المرشحين لنفسه رئيسا للجنة التحضيرية بعد رفع الجلسة من طرف الأمين العام مسألة غير شرعية"، معتبرا أن "الاستحواذ على المنصة من قبل "رئيس" المكتب الفيدرالي رفقة المرشح المذكور سلوك لا يحترم سلطة المؤسسات الحزبية، ويخرق قواعد العملية الانتخابية والسلوك السياسي السليم؛ وهو ما يستوجب المحاسبة، وفقا للضوابط التنظيمية والتأديبية والسياسية".