خرج نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم من المباراة التي جرت بملعب مراكش الكبير، برسم الدورة ال28 من القسم الوطني الاحترافي، منتصرا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، أمام ضيفه يوسفية برشيد؛ لكن هل يمكن لفارس النخيل أن ينتصر على مشاكله الداخلية، التي أضحت على لسان كل مهتم بالشأن الرياضي وقدماء اللاعبين، للوضعية غير الطبيعية للفريق صاحب المسار الرياضي المتألق والذي أنجب لاعبين ما زالت مدرجات الملاعب تتحدث عنهم؟. وإذا كان مصير فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم رهينا بنتيجة مقابلتين مصيريتين، لضمان بقائه بالقسم الوطني الاحترافي، الأولى أمام أولمبيك أسفي والثانية ضد الوداد البيضاوي؛ فإن الأوساط الرياضية المراكشية تعيش على صفيح ساخن، بعدما أضحى المكتب المسير لهذا النادي هدفا لوقفات احتجاجية من طرف جمعيات مساندة وأخرى لقدماء اللاعبين، صدحت خلالها حناجر المحتجين باتهامات بلغت وصف إدارة الفريق الأول بمراكش ب"العصابة". 19 سنة من الفشل كل من يتحدث من المحتجين عن وضع نادي الكوكب المراكشي يترحم على زمن تدبير محمد المديوري، الذي رفع من شأن هذا الفريق، وترك له أملاكا كثيرة بمقاطعة جليز، كمصدر للتموين الذاتي؛ لكنه فجأة سقط إلى الحضيض، وأصبح يصارع من أجل البقاء في قسم الصفوة، هكذا وصف كل من عبد الحليم بن يحيى وأحمد البهجة وضعية فارس النخيل، لأن الصراعات والاختلالات تنخر مكتبه المسير، متهمين أعضاءه بالفساد والوقوف وراء فشل الفريق والاغتناء الفاحش من وراء سعيهم إلى هذه المهمة. تراجع ترتيب فريق الكوكب المراكشي دفع مجموعة من قدماء اللاعبين كأحمد البهجة ومصطفى قيدي، رفقة بعض محبي الفريق، إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام إدارة النادي بمقاطعة جليز للمطالبة برحيل اللجنة المؤقتة، بسبب فشلها في إدارة شؤون ممثل عاصمة النخيل على مدار 19 سنة من التسيير، وبمحاسبة المسؤولين عن النتائج السلبية للكوكب المراكشي، وإبعادهم عن الفريق. وخلال ندوة صحافية، عقدت يوم ال11 من الشهر الجاري، رفع أحمد البهجة التحدي عاليا أمام أعضاء المكتب المسير لفارس النخيل، مؤكدا استعداده للوقوف أمام القضاء لفضح من وصفهم ب"المفسدين في النادي الذين تلاعبوا بمالية فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، وفضح كل العمليات المشبوهة سواء تعلق الأمر بفبركة المنخرطين أو التلاعب في الاجتماعات وغيرها من الاختلالات كسوء التسيير والتدبير واختلاس مبالغ مالية تقدر بملايين الدراهم"، مؤكدا أن غايته من الحركة الاحتجاجية هو مستقبل الفريق، نافيا ما تتم إشاعته من أنه يسعى من وراء ذلك إلى الضغط لتدريب النادي نفسه. من جهته، قال عبد الحليم بن يحيى، الكاتب العام لجمعية الأوفياء المساندة للكوكب المراكشي الذي حصد البطولة الوطنية، أن المكتب المسير يتعاقد مع لاعبين دون المستوى، مشيرا إلى أن انتداب أكثر من 12 لاعبا بين سوق الانتقالات الشتوي والصيفي؛ لكن لا يظهر منهم سوى ثلاثة لاعبين أو أربعة، مؤكدا "أن هذه العملية يسودها الغموض، ويتم التكتم عليها بشدة". واستدل بن يحيى، في حديث مع جريدة هسبريس، على فوضى الانتداب بامتناع الجامعة المغربية لكرة القدم عن منح الفريق، بسبب كثرة الشكايات التي رفعها اللاعبون لدى الجامعة على الفريق للمطالبة بمستحقاتهم"، وفسر "تعدد الدعاوى القضائية من طرف هذه الفئة من اللاعبين بطريقة التعاقد معهم التي نعتها بالملغومة"، حسب تعبيره. وتابع هذا المحب للكوكب المراكشي، الذي فاز بكأس الكونفدرالية الإفريقية: "يملك الفريق أملاكا كثيرة بأرقى منطقة بمراكش، فأين تصرف هذا المداخيل؟ يتساءل بن يحيى، الذي أوضح أن ما يهم أعضاء المكتب المسير، الذين نعتهم ب"المافيا"، هو مصالحهم وليس مستقبل الفريق، الذي أضحى قنطرة لتحقيق أغراض سياسية، لذا يتم التحكم في الانخراط". وفي هذا السياق، طالب الحقوقي الطاهر أبو زيد وAMDH مراكش الجهات المختصة، خاصة النيابة العامة والمجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة لوزارة الشباب والرياضة، بفتح تحقيق شفاف حول تصريحات أحمد البهجة، وما ورد فيها من مزاعم تبديد أموال النادي على مدى عشر سنوات، وترتيب الجزاءات القانونية الضرورية. أضغاث أحلام فؤاد الورزازي، رئيس فريق الكوكب المراكشي، نفى ما سبقت الإشارة إليه من اتهامات جملة وتفصيلا، واصفا إياها بالشعبوية؛ لأن من يروج لها لا يقدم دليلا مقنعا، مضيفا: "البهجة لا يتحرك من أجل عيون النادي، وإن كان يملك قرائن تعزز أقواله فأبواب المحاكم مفتوحة ليدلي بها"، مؤكدا أن الأخير "لا يصلح كإطار تقني لفارس النخيل". وتابع الورزازي: "إذا لم يتقدم البهجة أو غيره بالبراهين والقرائن على كل الاتهامات الموجهة ضد الفريق أو منخرطيه أو مسيريه، فمحامي النادي قد خصص ملفا متكاملا ضد كل من سولت له نفسه استغلال فارس النخيل لتصفية حساباته مع الأشخاص أو التشهير، وستقدم بهم شكايات فردية وجماعية إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، حتى يتبين الأبيض من الأسود"، على حد قوله. "لما استلمت الفريق قمت بانتدابات قليلة؛ منها الحارس بارحو وبوقراب ومهري وكوريا وبولكسوت، والباز كمعار فأين هي 12 لاعبا؟" يتساءل الورزازي، الذي أكد أن كل اللاعبين حاضرون في ورقة المقابلات ما عدا كوريا؛ وإذا كانت للفريق أملاك مهمة تدر مبالغ كبيرة فأظن أن من يقول ذلك يتحدث عن فريق آخر أو لا يفقه شيئا بخصوص الكوكب". وأرجع رئيس اللجنة المؤقتة عدم توصل الفريق بمنح مجلسي جماعة مراكش وجهة مراكشآسفي إلى "عدم تجديد الاتفاقيات التي انتهت الموسم الفارط، ولم نتوصل بدعم السلطة الإقليمية، كما جرت العادة بذلك وبالتالي فالموسم الحالي هو أفقر موسم في تاريخ الكوكب من هذه الناحية"، يقول الورزازي. وأكد الرئيس نفسه أن "القول بتوظيف الكوكب المراكشي سياسيا ليست سوى أوهام في مخيلة من يصرون على إقحام الرياضة في السياسة، والتعاقدات على قلتها لا غموض فيها، لأنها تتم بحضور عدة أطراف فهل سبق لأحدهم أن تحدث عن هذا الغموض؟ سواء كلاعبين أو فرق؟"، مشيرا إلى أن "هذه الاتهامات هي من نسج خيال بعض المتتبعين الذين يصدرون أحكام قيم على كل ما يجري في الفريق متغاضين عن المشاكل الحقيقية". وأوضح الورزازي، ضمن تصريحه لهسبريس، أن الكم الهائل من النزاعات المعروضة على الجامعة، والتي تحرم الفريق من منحة النقل التلفزيوني لسنوات، لست مسؤولا عنها؛ لأنني لما غادرت رئاسة الفريق في 2015 لم أترك نزاعات تذكر ولما استلمت رئاسة النادي بداية الموسم فوجئت بأن 100 في المائة من لاعبي الفريق توجهوا إلى الجامعة الوصية من أجل المطالبة بمستحقاتهم، وهذا أمر غير طبيعي، ومثبت في التقارير المالية وفي تفاصيل النزاعات".