تعرف عليها الجمهور من خلال برنامج "آراب كاستينغ"، ولفتت الأنظار خلال إطلالتها المميزة في عدد من الأعمال الفنية المصرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. عشقت جيهان خليل التمثيل منذ الصغر، وانجذبت للفلسفة بسبب حسها النقدي والفطري وتمردها على ما يفرضه المجتمع التقليدي، فقررت التخلي عن وظيفتها والتسلح بدراستها الأكاديمية في الفلسفة وشد الرحال إلى أرض الكنانة من أجل تحقيق حلم طفولتها. في حوار مع هسبريس، تتحدث جيهان خليل عن مساهمة دراستها الأكاديمية في تمكنها من أدوات الممثل في التجسيد، ومعايشة الشخصيات إلى درجة التماهي، دون التخلي عن حلمها في الحصول على الدكتوراه في الفلسفة والجماليات. كيف ساهم فوزك في برنامج "آراب كاستينغ" في دخولك عالم الفن؟ على الرغم من أن تجربتي في الفن بدأت منذ عمر ال 14 سنة، إلا أنني أعتبر فوزي في برنامج "أراب كاستينغ" بداية الاحتراف، فأنا أعتبر نفسي من المحظوظين بالفعل، ومكنتني هذه التجربة من التعرف على مجموعة كبيرة من الفنانين والمنتجين، الشيء الذي فتح أمامي الأبواب للانتقال من الهواية إلى الاحتراف بأدوار كبيرة وجيدة، فكان أول عمل درامي شاركت فيه مسلسل "الخانكة" مع النجمة غادة عبد الرازق، التي تعرفت عليّ من خلال البرنامج. إلى أي حد ساهم تكوينك الأكاديمي في تجربتك الفنية؟ واهم من يعتقد أن الفن لا يرتبط بمجالات أخرى علمية، بل بالعكس هو يضيف للممثل أكثر من أي شيء آخر ويجعله يبحث بداخله عن تقديم ما يمتلك من طاقة وموهبة، ويساعد على قراءة الشخصية بعمق ودراسة أبعادها النفسية ومستويات الإحساس، لكن هذا لا يعني أن الشهادات العليا هي معيار الفنان، هناك ممثلون موهوبون يمتعون المتلقي بتشخيص أدوار درامية وكوميدية مختلفة. هل كان من السهل صناعة اسمك الفني في الدراما المصرية؟ لم تكن لدي خطة نجاح ولم تكن طريقي أيضا مفروشة بالورود، ما لا يعرفه الكثيرون أنني مررت بتجارب مريرة وطريق طويل للوصول إلى الهدف منذ أن كنت طفلة، وكنت سعيدة آنذاك بالأعمال المسرحية التي أقدمها، وكلما كبرت كبر معي ذلك الحلم، لكن تخليت عن حلم الاحتراف بعدما طرقت عددا من الأبواب للمشاركة في أعمال سينمائية أو تلفزيونية كبيرة وآمنت بأن تحقيقه شبه مستحيل، فواصلت دراستي الأكاديمية واشتغلت في مجال التدريس، إلى أن شاءت الصدف ووجدت نفسي في برنامج "أراب كاستينغ" الذي فتح أمامي أبواب أعمال متعددة أحاول على قدر المستطاع أن أُحسن فيها الاختيار حتى أكون موجودة في الأعمال المهمة، وتطوير مهاراتي على مستوى المضمون بإتقان اللهجة المصرية والإحساس بالروح المصرية التي أقدمها في أعمالي، وتطوير نفسي فنيا والتحكم في أدواتي. ألا تفكرين في تقديم أعمال مغربية؟ بعد فوزي بالمسابقة، انهالت عليّ العروض لتقديم بطولات أعمال فنية للموسم الرمضاني، لكن انشغالي بتصوير مسلسل رمضاني استمر إلى بداية هذا الشهر الفضيل لم يسمح لي بالسفر إلى المغرب لتصوير أعمال أخرى، بالإضافة إلى ذلك موسم العروض يكون مفتوحا خلال هذه الفترة، لذلك أحرص على التواجد المستمر في مصر للوقوف على قدمي بشكل جيد وضمان الاستمرارية على غرار فنانات عربيات أخريات، المغرب يتوفر على طاقات ومواهب هائلة في التمثيل لكن لم تستطع أن تثبت ذاتها خارجه. في مقابل ذلك، أنا لا أرفض المشاركة في أعمال مغربية، يكفي أن تخطف الشخصية قلبي وأقتنع بالسيناريو، ولن أتردد للحظة لتقديمه لأن المغرب يزخر بمخرجين رائعين. هل انشغالك بالسينما والمسلسلات الطويلة أبعدك عن المسرح؟ في الحقيقة لقد شاركت في المسرح المغربي لمدة 10 سنوات، فالمسرح بالنسبة لي شيء ممتع جدًا ومن أكثر أنواع الفنون التي أستطيع أن أبدع بها، بعدها انتقلت إلى الدراما التلفزية ثم بدأت أولى خطواتي السينمائية، لذلك أعتقد أنني أسير وفق مسار فني صحيح. حدثينا عن جديدك الفني شاركت مؤخرا في مسلسل "أبواب الشك" الذي أجسد فيه دور سارة عز الدين، الذي حظي بنسبة مشاهدة كبيرة، والفيلم السينمائي 122 الذي تفاعل معه الجمهور والنقاد بشكل كبير وحقق أعلى ايرادات السينما المصرية، بالإضافة إلى فيلم "رأس السنة"، و"علامة استفهام" الذي يعرض ضمن البرمجة الرمضانية لهذا الموسم. ولأول مرة أخوض تجربة التقديم التلفزيوني، من خلال برنامج "سيرة الحبايب" الذي أقضي فيه رفقة ضيفي سهرة رمضانية تجمع بين النوسيتالجيا والآنية. ماهي حدود الجرأة بالنسبة إليك؟ أنا خريجة الفلسفة وجماليات الصورة، يمكن الجزم بأنني أتمتع بالجرأة الفكرية من خلال تقديم أعمال تطرح مواضيع وقضايا عميقة في المجتمع دون أية رقابة، الأعمال التي قدمتها خلال هذه الفترة تجمع بين تقديم أعمال فنية بحثة وتحقيق المتعة والفرجة دون تقديم أي عمل رخيص أو مبتذل، ولم أتوصل بأي عرض من هذا النوع للدخول في نقاش حول ملاءمة مشاهد ما مع قيمي الشخصية أو تجاوزها لحدود معينة. هل الجمال الخارجي معيار أساسي لنجاح الفنان؟ لا أبدا، بدليل أن هناك ممثلين لا يتمتعون بتناسق في الملامح والجسم، وشكلهم بعيد عن مقومات ملكات الجمال وتجدهم ناجحين ومحبوبين لدى الجمهور بشكلهم، ماعدا بعض الأعمال الرومانسية التي تتطلب ذلك. أما على المستوى الشخصي، لا أسعى إلى إبراز نفسي من الجميلات، أحاول أن أجتهد لتحقيق حلمي ومواصلة ما بدأته في المغرب بالاشتغال على المضمون أولا، لذلك شغفي بالسينما والتمثيل يتخطى بشكل كبير "أناي" كأنثى للظهور طيلة الوقت جميلة، وهذه هي الحالة الوحيدة التي يتخطى فيها الفني ما هو شخصي.