قرّرت النّاشطة نوال بنعيسى، الوجه النسائي البارز الذي تصدّر الحراك الاحْتجاجي، الذي شهدته مدينة الحسيمة والبلدات المجاورة لها، والمعروفة ب"أيقونة حَراك الريف"، مغادرة المغرب نهائياً واختارت اللجوء، هي وابنها (5 سنوات)، إلى هولندا، بسبب ما اعْتبرتهَا "ضغوطات ومضايقات استهدفتها وأسرتها بسبب ملف حراك الريف". ووفقاً لما نقلته بنعيسى، التي تشترك مع ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحَراك الريف، في لقب "أيقونة الريف"، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإنّ "الناشطة المغربية تقدّمت بطلب اللجوء السياسي إلى السلطات الهولندية خلال الأيام الماضية، وهي تتواجدُ في أوروبا منذ 10 أيام"، وفقَ تعبيرها. ومعروف أنّ الناشطة المغربية المنحدرة من منطقة الرّيف كانت قد اشتكتْ من منْعها من السفر من طرفِ السلطات المغربية في اتجاه مطار أمستردامبهولندا، بعدما تلقّت دعوة من الحزب الاشتراكي الهولندي للمشاركة في ندوة دولية حول السلام. وقالت بنعيسى لهسبريس "لا أستطيع التعبير بحرية في وطنني، ولا يمكنني التجمع مع الأشخاص، كما أنه لا يمكنني المشاركة في مظاهرات (...) أنا أعاني من مضايقات". وأضافت الناشطة، التي كانت حاضرة في جميع الأشكال النضالية التي نُظمت بالحسيمة طيلة سبعة أشهر، إن "مسلسل التضييق انتقل إلى بعض أفراد عائلتي، الذين يعانون مع المصالح الإدارية في الحسيمة وبعض مناطق الرّيف". وفي السياق، أرجعتْ بنعيسى سبب إقدامها على هذه الخطوة هي وابنها الأصغر إلى إحساسها ب"الحكرة" داخل وطنها "الإدارات في الحسيمة يمتنعون عن تقديم الخدمة لأفراد عائلتي الذين يعانون من استفزازات متواصلة، على الرغم من تقديمي لشكايات إلى عدة جهات ولم ألمس أيّ تحسن". وزادت خليفة الزفزافي: "أشعر بنفسي مقيدة في وطني، ولا يمكنني العيش في حرية كما كنت قبل حراك الرّيف"، مبرزة أنها ننتظر إجراءات اللجوء التي تتطلبُّ عادة شهوراً؛ لكنّ "الأمور تمرُّ بسلاسة؛ فجوازي ساري المفعول، ويمكنني التنقل في أوروبا بحرية كاملة". وأكملت الناشطة: "كنت أود الاستقرار والعيش في بلدي مع أبنائي، تركتُ زوجي وعائلتي في الريف؛ إلا أنني لا يمكنني أن أعيش في وضعٍ متردّ.. كانت عندي دعوة من الحزب الاشتراكي الهولندي، ومنعت من السفر رفقة ابني لأسباب واهية، وتعرضتُ لمضايقات". وكشفت بنعيسى أنها تتوفر على تأشيرة دخول الأراضي الهولندية، يسمح لها بتقديم طلب اللجوء حصرا عند هذا البلد الذي قدم لها التأشيرة، وهو هولندا في هذه الحالة. وتمثّل نوال بنعيسى، وهي أمّ لأربعة أبناء، الوجه النسائي البارز في الحراك الرّيفي الذي انطلق من الحسيمة بعد مقتل بائع السمك محسن فكري. وسبق للقضاء أن أدانها بعشرة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، بسبب مشاركتها في احتجاجات الريف.