انتعش نشاط "قوارب الموت" من جديد خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بعدما تمكّن أزيد من 500 مهاجر من جنوب الصحراء، بينهم مغاربة وتونسيون، من عبور المتوسط والوصول إلى إسبانيا، ليتضاعفَ رقم المرّشحين للهجرة مع أولى أيام شهر الصّيام، رغم التدابير المتخذة من قبل السلطات التي شدّدت مراقبتها على الحدود. وتغادرُ أفواجٌ كبيرة من المهاجرين ليبيا والمغرب على أمل الوصول إلى إيطاليا أو إسبانيا. ويدفعُ الوضع الداخلي المتردي في طرابلس مع الظروف المناخية الجيدة مئات المهاجرين السريين إلى ركوب المتوسط في رحلة تحمل الكثير من المخاطر، إذ تضاعف عدد المرشحين السريين ليصلَ خلال خمسة أيام الأخيرة إلى أكثر من 400 مهاجر من ليبيا وحوالي 250 مغربيًا، وفق ما نقلته وكالة "Infomigrant". وقال مصدر من فرقة الإنقاذ المتوسطي، التي تتدخّل لمساعدة المهاجرين في حالة الغرق، إن "نزوح المرشحين السريين لم يتوقف"، مسجلاً في تصريح صحافي "ارتفاعاً ملحوظا خلال الأسبوع الماضي في عدد المهاجرين الذين ركبوا البحر"، وأضاف: "القتال في طرابلس والطقس الجيد يمكن أن يفسرا هذا الارتفاع". وأنقذت البحرية الإيطالية 36 شخصًا على بعد 140 كيلومترا بحريًا من ليبيا، كما أنقذت السفينة ماري جونيو الإنسانية 29 شخصًا، من بينهم طفل عمره عام وثلاث نساء، قبالة الساحل الليبي. كما تمكن 52 مهاجرًا إفريقيًا من الدخول إلى ثغر مليلية المحتل بتسلق السور العالي الذي يفصل إقليمالناظور عن المدينةالمحتلة، ليتم نقلهم إلى مركز استقبال المهاجرين المؤقت هناك؛ في حين تم اعتراض خمسين آخرين من قبل قوات الأمن المغربية. ورغم الإمدادات المالية المقدمة للمغرب، والتي بلغتْ 148 مليون أورو، يأمل الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرًا على الاعتماد عليه كحليف، وإدارة "ضغط الهجرة"، واحتواء القليل من الهجرة غير النظامية إلى أوروبا. وحسب خالد الزروالي، مدير الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية بالمغرب، فإن "7202 من المهاجرين تمّ تهريبهم إلى إسبانيا هذا العام". وحسب تصريحات المسؤول المغربي، التي أدلى بها إلى وكالة الأنباء البريطانية، فقد "منعت السلطات المغربية 25 ألف عملية عبور غير قانونية منذ يناير، بزيادة قدرها 30% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018. وهذا الأداء يرجع إلى تفكيك السلطات نحو 50 شبكة تهريب تعمل على المستويين المحلي والدولي، بزيادة 63% عن عام 2018". كما ثمّن مدير الهجرة ومراقبة الحدود مجهودات الحكومة المغربية التي أكدت، أكثر من مرّة، أن تدابيرها سمحت بوقف التدفق الكبير للهجرة إلى إسبانيا.