تحول المغرب إلى نموذج نووي وإشعاعي رائد على الصعيد الإفريقي، بفضل الترسانة القانونية المتطورة التي ساهمت في تعزيز مستويات الأمن والسلامة بخصوص مصادر الإشعاعات المؤيّنة، إذ وقعت الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي (أمسنور) اتفاقية جديدة مع نظيرتها الرواندية، من أجل تبادل المعلومات والخبرات في مجال التكنولوجيا النووية. مذكرة التفاهم الجديدة، وفق بيان صحافي مشترك، تتوفر هسبريس على نسخة منه، من شأنها تسهيل التعاون المتبادل بين البلدين في مجال الطاقة النووية والإشعاعية، من خلال الاستمرار في تبادل البيانات بخصوص التدبير الأمثل للنفايات المشعة والوقود النووي المستهلك، وكذلك التأهب لحالات الطوارئ، ثم تنظيم واستضافة المؤتمرات الوطنية والدولية، فضلا عن الاتفاق على المعايير التنظيمية والقانونية التي تهم حماية البيئة. وحسب ما ذكره الموقع الرسمي لهيئة تنظيم المرافق العامة في رواندا فإن مذكرة التفاهم المشتركة التي جرى توقيعها بين الطرفين، خلال الشهر الجاري، تعتبر الاتفاقية الأولى من نوعها بالنسبة لبلد "الألف تل" على الصعيد الإفريقي، ما يجعل المملكة أول شريك فعلي للجمهورية في المجال النووي والإشعاعي، بينما تعد رواندا الدولة الإفريقية الثانية التي تعزز معها العلاقات الثنائية، بعدما سبق أن وقعت مذكرة تفاهم مع موريتانيا. وتوضح الهيئة الرواندية، التي تُعهد بضمان المسائل القانونية والتنظيمية التي تخص حماية المستهلك ومختلف الخدمات المتعلقة به، أن الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي وقعت مذكرات تفاهم مع مجموعة من البلدان في العالم، ما يُبرز الدور الرائد للمملكة في هذا القطاع بالتحديد، من قبيل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وروسيا وإسبانيا وغيرها، معتبرة أن العلاقات الدبلوماسية الثنائية الوطيدة بين البلدين ساهمت في الوصول إلى هذا الاتفاق المشترك. في هذا الصدد، يقول الخمار المرابط، المدير العام للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي (أمسنور)، إن "الصناعات النووية تستدعي تعزيز التعاون المشترك بين البلدان، لاسيما أن هنالك زيادة مطردة في توظيف الإشعاعات المؤيّنة في مجالات الطب النووي والإشعاعي في كلتا الدولتين، ما يستدعي تبادل الخبرات والمعلومات للحفاظ على سلامة البيئة والمجتمع بأكمله". ويضيف المرابط، في التصريح الصحافي الذي نقلته الهيئة الرواندية، أن "الوكالة المغربية تلتزم بالقيام بالأدوار المنوطة بها، بغية مشاركة مختلف التجارب والمعلومات التي تتوفر عليها مع رواندا"، وزاد: "كما سنستفيد أيضا من الخبرات التي راكمتها الجمهورية الرواندية في كل ما يتعلق بالقطاع النووي والإشعاعي"، مبرزا أن "المغرب مستعد لتقديم أي تدريب للخبراء الروانديين، وكذلك تسهيل الزيارات العلمية إلى المنشآت النووية". من جانبه، تحدث باتريك نيريشيما، المدير العام لهيئة تنظيم المرافق الرواندية، عن الإنجازات الكبرى التي قامت بها الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، مشيرا إلى كونها "هيئة لها الخبرة الكافية لحماية القارة الإفريقية من المخاطر المرتبطة بالإشعاعات المؤينة". وأورد المصدر عينه: "هنالك الكثير لنتعلمه من تجربة الوكالة المغربية على المستوى المؤسساتي"، مردفا: "يمكننا التنسيق مع هيئات أخرى في مختلف أنحاء إفريقيا، بغية حماية البيئة والمجتمعات من مخاطر الصناعة النووية بالقارة، ومن ثمة سوف نشكل قوة ضاغطة في العالم برمته".