لازال تجار السوق الشهير "ولد مينة" بالحي الحسني وسط الدارالبيضاء، والذي تعرض في مارس الماضي لحريق مهول أتى على كل المحلات، يطالبون بضرورة التدخل العاجل لمساعدتهم على تجاوز وضعيتهم الاجتماعية المزرية بسبب عدم قدرتهم على فتح المحلات. ولَم يستسغ التجار المتضررون بأكبر سوق للأفرشة المنزلية المستعملة والخردة تعامل السلطات المحلية ومجلس مقاطعة الحي الحسني مع ملفهم، خصوصا أنهم لا يطالبون بشيء سوى منحهم رخصا للإصلاح من أجل تجاوز الأزمة التي يعيشونها بسبب استمرار إغلاق المحلات. وأكد خالد جعفر، من الباعة المتضررين من الحريق الذي أتى على السوق، أن مجلس المقاطعة يرفض منح التجار رخصا للإصلاح، لافتا إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه "يجعل معاناتهم تزداد يوما تلو آخر"، وزاد: "نحن نموت هكذا..والله أعلم بنا". وأوضح التاجر في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "المجلس في كل مرة يقدم وعودا، ونحن لا نطالب سوى بالتعجيل بمنحنا رخصا للترميم، فالوعود التي يقدمونها لا تغني ولا تسمن من جوع"، مضيفا: "نحن نعيش حالات مزرية والمحلات مغلقة". ولفت المتحدث نفسه إلى أن التجار المتضررين قاموا بتوجيه عدة مراسلات إلى السلطات الإقليمية والولائية للتدخل لوضع حد لمعاناتهم، غير أنهم لازالوا إلى حدود الساعة يعانون بسبب إغلاق محلاتهم. وخاض العشرات من تجار سوق "ولد مينة"، الإثنين الماضي، وقفة احتجاجية على ما أسموه "تماطل السلطات المحلية في إيجاد حل لوضعيتهم المزرية"، وللمطالبة ب"الإسراع في منحهم رخص إصلاح المحلات التجارية التي شبت فيها النيران". ويؤكد تجار السوق الذين تضرروا ماديا جراء الحريق أنهم مستعدون لإصلاح محلاتهم التجارية وترميمها، شريطة أن تقوم السلطات المحلية ومقاطعة الحي الحسني بمنحهم تراخيص الإصلاح. مقابل ذلك، أكد رئيس مقاطعة الحي الحسني المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية أن المجلس لا صفة قانونية له لمنح هؤلاء التجار رخص الإصلاح، لافتا إلى أن الخبرة المنجزة من لدن المختبر العمومي للدراسات أكدت أن هذه المحلات آيلة للسقوط. وشدد رئيس المقاطعة، أحمد جودار، في تصريح صحافي، على أن هناك تجارا متضررون مما طال محلاتهم بسبب الحريق، وزاد: "اقترحنا اقتراحات عملية تتمثل في منحهم محلات داخل السوق، غير أنهم يرفضون ذلك". وكان سوق "ولد مينة" بالحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء، الذي يعتبر أكبر سوق للأفرشة المنزلية المستعملة والخردة، تعرض أواخر مارس الماضي لحريق مهول لم توقفه التدخلات التي تمت حينها.