كشف المركز الأميركي "بيو للأبحاث" أن 80 في المائة من المغاربة البالغين يؤدون الصلاة بشكل يومي، وهي من النسب العالية المسجلة على مستوى العالم، فيما تتصدر القائمة كل من أفغانستان ونيجريا والسينغال. وأفادت معطيات المركز الأميركي بأن نسبة الذين يؤدون الصلاة يوميا في الجزائر أكبر منها في المغرب، بحيث تصل إلى 88 في المائة، أما في مصر فتبلغ 73 في المائة، وفي تونس 67 في المائة، وفي لبنان تناهز 52 في المائة. وتسجل فرنسا نسبة 10 في المائة في مؤشر أداء الصلاة بشكل يومي، وفي إسبانيا 23 في المائة، وباليونان 30 في المائة، وبألمانيا 9 في المائة، والنسبة نفسها في المملكة المتحدة، أما في تركيا فتبلغ 60 في المائة، وبإيران تصل إلى 87 في المائة، وتبلغ في الهند 75 في المائة، وبإثيوبيا 65 في المائة. أما كندا فتسجل 25 في المائة، والمكسيك 40 في المائة، والبرازيل 61 في المائة، والشيلي 39 في المائة، والباراغواي 82 في المائة، وأستراليا 18 في المائة، والسويد 11 في المائة. ورصد المركز في دراسة له العلاقة بين أداء الصلاة بشكل يومي والناتج الداخلي الخام للدول، وخلص إلى أن نسبة كبيرة من البلدان التي تسجل نسباً أضعف من حصة الفرد من الناتج الداخلي الخام تسجل أعلى نسب من أداء الصلاة بشكل يومي. وفي أميركا يوجد يوم وطني للصلاة هو الثاني من ماي من كل سنة، وهو يوم خصصه الكونغرس الأميركي سنة 1952، لكن على عكس ما يعتقد، فإن كثيراً من الأميركيين يصلون كل يوم وليس فقط في اليوم الوطني للصلاة. وكشفت خلاصات دراسة المركز أن الولاياتالمتحدة الأميركية تعد حالة فريدة من نوعها في العالم فيما يخص علاقة أداء الصلاة بشكل يومي ونصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام؛ إذ على الرغم من أنها تُسجل مستوى عال من الثروة يصل إلى 56 ألف دولار للفرد في السنة، إلا أنها تسجل مستوى عال من الصلاة اليومية من طرف سكانها يصل إلى 55 في المائة. وشمل بحث المركز حوالي 102 دولة عبر العالم، ولاحظ أن في كل دولة غنية يتجاوز نصيب الفرد فيها أكثر من 30 ألف دولار سنوياً، يوجد أقل من 40 في المائة من البالغين يصلون كل يوم. وضربت الدراسة المثال باليابان التي يبلغ نصيب الفرد فيها من إجمالي الناتج المحلي حوالي 38 ألف دولار وبها حوالي 33 في المائة يصلون يومياً، والنرويج التي يصل نصيب الفرد فيها 68 ألف دولار، و18 في المائة من البالغين من سكاتها يصلون يومياً. أما الدول ذات الثروة الأقل، فتسجل، حسب بحث "مركز بيو"، معدلات صلاة يومية أعلى، فبكل البلدان التي على الأقل 70 في المائة من البالغين فيها يؤدون الصلاة، فإن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمال يكون أقل من 20 ألف دولار. والمثال من مصر التي تصل نسبة أداء الصلاة يومياً فيها إلى 72 في المائة، في حين يبلغ إجمالي ناتج الفرد حوالي 11 ألف دولار. الأمر نفسه بالنسبة لأفغانستان حيث يقول 96 في المائة من البالغين إنهم يصلون بشكل يومي، فيما نصيب الفرد يبلغ 2000 دولار فقط. وأكد "مركز بيو" أن هذه النتائج تتوافق بشكل كبير مع بيانات أخرى تشير إلى أن مستوى ثروة بلد يخالف عكسياً مستويات الالتزام الديني التي تقاس بأداء الصلاة اليومية والإيمان بالله وحضور الخدمات الدينية وأهمية الدين في حياة الفرد، بمعنى آخر يميل الناس في البلدان الفقيرة إلى أن يكونوا أكثر تديناً من الناس في البلدان الأكثر ثراء. وهذا الأمر يظهر، حسب المركز، في دول إفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يقل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عن 20 ألف دولار وتسجل مستويات عليا من الصلاة اليومية، باستثناء إسرائيل التي يبلغ فيها نصيب الفرد 34 ألف دولار وتسجل نسبة أداء الصلاة بشكل يومي تبلغ 27 في المائة. لكن رغم ذلك، يؤكد المركز أن هذا لا يعني أن كل دولة ذات ثروة منخفضة فهي بالضرورة تتمتع بمستوى عال من الصلاة اليومية، والدليل على ذلك هو فيتنام وبلغاريا حيث يبلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 6000 دولار و19 ألف دولار على التوالي، في حين تبلغ حصة البالغين المصلين بشكل يومي 14 في المائة و15 في المائة على التوالي. وحول تسجيل الولاياتالمتحدة الأميركية لمستويات عليا من أداء الصلاة اليومية على الرغم من كونها من البلدان الغنية، يشرح "مركز بيو" ذلك بالقول إن الحكومة لا تتدخل في الدين وهو ما أنتج سوقاً دينية مفتوحة تتنافس فيها الأديان المختلفة بحماس لاستقطاب أعضاء جدد. كما يرجح المركز الأميركي أن يكون ارتفاع مستويات الصلاة بشكل يومي في أميركا بسبب ارتفاع مستويات عدم المساواة في الدخل، وذلك لكون المجتمعات التي تسجل مستويات أعلى من عدم التكافؤ في الدخل تميل إلى التدين أكثر.