عاد محمد أبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، من المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية، بخفي حنين، ولم يشفع له جلوسه إلى رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران بمكتبه لمدة تجاوزت الساعتين، بتلقي أي وعد بخصوص مشاركة حزبه في الحكومة المقبلة. ورفض محمد أبيض، الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام المرابطة بالمقر المركزي لحزب بنكيران، مُكتفيا برسم ابتسامة واسعة، وتفضيل أن يتحدث مضيفه رئيس الحكومة بالحديث بدلا عنه، فارتجل بنكيران كعادته تصريحا صحفيا مقتضبا "استقبلت الأخ محمد لبيض، واتفقت معه -بعدما حسمنا في موضوع الأغلبية الحكومية مع ثلاثة أحزاب تعرفونها-، على أن تظل علاقتنا طيبة كما كانت في السابق، كما تواعدنا على الاستمرار في مد جسور التعاون فيما بيننا". وبعد أن أصر رئيس الحكومة، على توديع ضيفه، إلى حيث يركن سيارته، عاد إلى مكتبه في انتظار ضيوف آخرين من الوزن الثقيل، وهم حلفاؤه الأمناء العامون لأحزاب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، الذين جاؤوا تباعا، امحند العنصر، ثم نبيل بنعبد الله، وأخيرا عباس الفاسي، الذي اعتقد الصحافيون أنه مستحيل حضوره بعدما اعتذر لحضور حفل توزيع جائزة الصحافة في نفس اليوم، بسبب وعكة صحية ألمت به حسبما ذكر زميله خالد الناصري وزير الاتصال، إلى أن توقفت سيارة الأمين العام لحزب الميزان قرب المقر المركزي لحزب المصباح بحي الليمون المظلم، ليخرج منها في اتجاه اجتماع مصيري في ثان جولة من المشاورات بين أحزاب الأغلبية الحكومية، للتفاوض حول الحقائب والوزراء و الهندسة الحكومية، ورئاسة مجلس النواب.