العيطة عليك..عدالة ضرْبيّة أعترف للحكومة بأنني واحد من أكبر المتملصين من تأدية الضرائب، وقد استقر يقيني بأن الحكومة لن تجني من ورائي سوى الضباب. أنا متملص لأنني دهنت كامل جسدي بزيت لزج، فكيف لأيادي القضاء أن تقبض عليّ. إلى ذلك أقر وزير الاقتصاد والمالية، محمد بنشعبون، بأن تشخيص قطاع الضرائب يظهر غياب العدالة والتوازن، ويقتضي المراجعة وإعادة النظر في النظام الجبائي. وطلبي للوزير أن يعيد النظر في ضرائبي التي تلتهم نصف راتبي، طبعا بعد أن يرتدي نظارته الشمسية. وأضاف خبير اقتصادي في تصريح له أن النظام الضريبي المغربي غير عادل وغير منصف. عادل ومنصف لم يأخذا حصتهما من الضرب، فالعدالة الضربية تقتضي بالضرورة ضرب عادل ضربة وضرب منصف ضربة.. ضربة لعادل وضربة لمنصف، ولكل واحد منهما كامل الحق في اختيار مكان الضربة، من الرأس إلى أخمص القدمين، والأفضلية للظهر لكي يصبح أكثر ليونة من البطن، مع الحرص على تفادي المناطق الحساسة. وأنا كهل أثقلت الضرائب كاهلي ولكنني لا أطالب بالعدالة الضريبية. أطالب بالعدالة في ضرب قدراتنا الشرائية المتفاوتة. فكيف تضرب قدرتي الشرائية ضربة زرواطة تقصم ظهري وظهْر بعيري في الزريبة، وتضرب قدرته الشرائية بقشة.. وهل يستوي الضرب بالزراويط والضرب بالقش؟ يولد الواحد منا بمغرفة من خشب في فمه وقد قُيّدت في صحيفته كل أنواع الضرائب التي سيؤديها طيلة حياته، وما عليه إلا أن يؤديها طائعا ذليلا، ومن تذلل لحكومته أعزه الله. ولأنني مواطن مخلص ومخلص كل ضرائبي أقترح على الحكومة توسيع الوعاء الضريبي وفرض ضرائب جديدة كي تملأ الخزينة العامة عن آخرها. أقترح فرض ضرائب تتعلق بأشعة الشمس والأوكسجين واللحية والقبعة والسروال المقطع وامتلاك الكلاب الشرسة والقطط الألمانية، وضريبة على طول القامة وجمال القوام وحسن الهندام. أنت جميلة.. عليك تأدية ضريبة الجمال. أنت طويل.. ضريبة الطول. ولدي فكرة لا أعرف مدي قابليتها للتطبيق، ومغزاها أن تقسم الحكومة ضرائبي إلى قسمين: قسم أؤديه نقدا بمديرية الضرائب وقسم أؤديه ضربا بمديرية الضرب، أي أن أذهب إليهم في نهاية كل شهر ثم أكشف لهم عن ظهري فيضربونني لمدة محددة في جدول الضرب، وبذلك يستخلصون مني ضرائبهم.. وآه يا ظهري آه. في حديقة الحيوانات هذا خنزير محترم من عائلة خنزيرية محترمة، سيجاره الكوبي لا يفارق شفته السفلى، هاتفه لا يتوقف عن الرنين. فهو يحل المشكلات بعد أن يعمل على حبكها وحياكتها مقابل أصوات انتخابية مضمونة. وهو يأكل كل شيء يجده في طريقه ويدمر كل الورود اليانعة في الحدائق الخلفية للوطن. عندما دخل السياسية لم يكن الباب مواربا، بل كان مفتوحا على مصراعيه. فقد أسس حزبا كبيرا وأعلنها حربا على باقي الأحزاب. ولكنه يحب الوطن والوطنية حبا جما. ومن كثرة حبه للوطنية تزوجها واستولى على كل مقدراتها ومدخراتها وسلاسلها الذهبية، فتحولت الوطنية إلى خنزيرة، ولقد أنجبا الكثير من صغار الخنازير المنتشرين في كل غابة، يبحثون عن قاذورات الوطن للاقتيات عليها. نصائح مول الكوتشي قل دائما إن كل مشاكلي ستُحل مع الأيام، فدوام الحال من المحال، وإذا لم تُحل فقل إن كل مشاكلي ستُحل مع الأيام، فدوام الحال من المحال. فكّر دائما خارج الصندوق الخشبي المتآكل. فكّر داخل صندوق يليق بمفكر. احذر أن تلعب دور الضحية، فهناك مشهد خطير مكتوب في السيناريو حيث يأمر المخرج الضحية بالقفز من الطابق العاشر هروبا من لكمات قوية من يد البطل مفتول العضلات. www.facebook.com/fettah.bendaou