رغبة في التميز، وطموح إلى الظفر بمحبة والدتها سببان دفعا هاجر بوساق 27 سنة إلى إتمام حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، إلى أن أصبحت اليوم رئيسة جمعية رياض القرآن الوطنية، والمنسقة الوطنية للمجالس القرآنية النسائية. بوساق، وهي أم لطفل تتابع دراستها في سنة ثانية ماستر العقيدة والتصوف في الغرب الإسلامي بجامعة محمد الخامس بكلية الآداب بالرباط، تتذكر في لقائها بهسبريس مسارها في حفظ القرآن الكريم، وتقول: "بدايتي مع القرآن الكريم كانت في سن الثامنة بتوجيه والدتي التي كانت تسهر وتتكبد عناء الطريق والاستيقاظ في وقت مبكر جدا لكي تصحبني لدار القرآن بتمارة". وتضيف هاجر: "كانت نعمة الموجهة والسند والصديقة، كانت تمنحني الأمل للمضي قدما ولتحقيق طموحاتي سواء في الدراسة الأكاديمية أو في مجال القرآن، تهتم بمجال القرآن وتحب أهله وأفنت عمرها في هذا المجال، إذ كانت تدرس فقه الجنائز في عدد من مساجد الرباط". حب هاجر لوالدتها وارتباطها بها ساعدها على ختم القرآن في سن 15 سنة واصفة حفظها له ب"السهل الممتنع"، وتوضح: "الطفل يميل للعب كما يمل بسرعة في حين أنا كنت مختلفة، لم أكن أرغب في اللعب أو عيش طفولتي بقدر ما كنت أرغب في أن أكون حاملة لكتاب الله". وتواصل هاجر: "كانت أمي تعرف باسم أم سارة، على اسم أختي الكبرى، غيرتي هي التي دفعتني إلى أن أحفظ القرآن نظرا لرغبتي في أن يعرف اسم هاجر، ولأن يتم النداء على والدتي بأم هاجر". وتضيف المتحدثة: "لم أكن أنتظر شكرا أو اهتماما وعناية أكبر للمضي قدما بقدر ما كنت أحرص على احتلال المراكز الأولى في المسابقات"، مؤكدة أن كل من يلجأ إلى القرآن سيجده سهلا بمجرد أن يخطو الخطوة الأولى. وتشدد هاجر على ضرورة الصحبة الصالحة والتأطير و"الابتعاد عن العراقيل والصعوبات من قبل قول صوت المرآة عورة"، من أجل المضي قدما في مسار القرآن الكريم. وتشير هاجر إلى أن من بين محفزاتها للتميز "إعطاء صورة حسنة عن المرآة المغربية التي يتهمها البعض بأشياء لا مجال لها من الصحة ويتكلمون في أخلاقها وينسون أن الأصل فيها هو كونها امرأة محافظة تتبع الدين والأخلاق"، وتضيف: "الصورة الملطخة التي ألصقت بها كانت تؤرقني". وتؤكد المتحدثة أن أي مجال اتبعته المرأة المغربية فهي تتقنه سواء تعلق الأمر بالدعوة أو قراءة القرآن وحتى الفن والمسابقات العلمية وغيرها، "للمرأة المغربية بصمة مهمة في المجال الديني الأخلاقي". وتوصي هاجر بضرورة التشبث بأخلاق القرآن قائلة: "القرآن هو التربية والأخلاق والقيم، فإن كنت فقط سأحفظ القرآن ولن يغير في شخصيتي وسلوكياتي ولن يوازن حياتي فهو أمر أرفضه"، مشددة: "لا يكفي أن نسمى قارئي القرآن؛ بل يجب أن ننتفع به... ولا أتمنى أن أكون من الناس الذين لا يبلغ القرآن إلا حناجرهم".