نظمت جمعية الزهراء لمساندة مرضى الجلد، الكائن مقرها بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، النسخة الثانية لليوم الطبي والترفيهي المخصص لفائدة أطفال القمر وأسرهم، بمشاركة عدد من الأطر الطبية المتخصصة في الأمراض الجلدية، إلى جانب أطر تنشيطية عبأتها الجمعية لإدخال الفرحة والبسمة على هذه الفئة من المرضى. وتميز تنظيم هذا الموعد، الذي أقيم برحاب كلية الطب والصيدلة بفاس تحت شعار "أطفال القمر.. نحو المصالحة مع الشمس"، بحضور أزيد من ثلاثين طفلا يعانون مما يعرف بمرض جفاف الجلد المصبغ، حيث قرب فريق طبي من قسم أمراض الجلد بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، في عرض طبي وعلمي قدم بالمناسبة، الحضور من هذا المرض النادر وخصوصياته، بغية التحسيس بأساليب الوقاية من مضاعفاته الخطيرة. كما عرف هذا اليوم إعطاء الكلمة لأطفال القمر وأسرهم لتقديم شهاداتهم حول معاناتهم مع هذا المرض النادر، قبل فسح المجال لهاته الفئة من الأطفال، المحرومة من ممارسة حياتها الطبيعية على ضوء الشمس، للمشاركة في الورشات الفنية والرياضية التي أطرها منشطون متخصصون. إلى ذلك، أوضحت فاطمة الزهراء المرنيسي، رئيسة جمعية الزهراء لدعم مرضى الجلد، أن تنظيم هذا اليوم يروم التحسيس بأهمية إدماج هذه الفئة في المجتمع، مبرزة، في تصريح أدلت به لهسبريس، أن جمعيتها ترى أن التدخل الطبي غير كاف للتخفيف من معاناة أطفال القمر دون مرافقة اجتماعية ونفسية لهم ولذويهم. وأضافت المرنيسي، رئيسة مصلحة الأمراض الجلدية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، أن جمعية الزهراء تحاول تقديم الدعم الاجتماعي لأسر هذه الفئة، التي يوجد أغلبها في وضعية هشة، وتعيش في مناطق نائية، مشيرة إلى أن أطفال القمر في أمس الحاجة للألبسة والأدوية الواقية من أشعة الشمس. وأوضحت المرنيسي أن تعرض أطفال القمر لأشعة الشمس عند التحاقهم بالمدرسة في غياب وسائل الحماية اللازمة يفاقم وضعهم الصحي ويعرضهم لتشوهات خلقية، "مما يدفعهم إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة، خصوصا أمام النظرة الدونية لهم من طرف محيطهم"، مبرزة أن أطفال القمر "يحلمون بمدرسة ليلية تمكنهم من متابعة الدراسة كباقي أقرانهم". "نحن في جمعية الزهراء نطالب المجتمع بأن يتعامل مع أطفال القمر كأفراد أسوياء وعاديين"، تقول رئيسة الجمعية، مطالبة بفك العزلة عنهم، وتغيير نظرة المجتمع إليهم، وتوفير وسائل حمايتهم من أشعة الشمس؛ حتى يتمكنوا من الخروج نهارا، والعيش بشكل طبيعي وسط المجتمع. هذا، واختتم هذا اليوم حول أطفال القمر، الذي نظمت فيه ورشات في الرسم والتلوين وأنشطة فنية متنوعة، بتنظيم مباراة في كرة القدم داخل قاعة مغطاة، جمعت أطفال القمر بأطفال غير مرضى. وقد وزعت عليهم عقب المباراة مجموعة من الميداليات، رام من خلالها المنظمون تحسيس هؤلاء المرضى بأنهم أطفال كباقي أقرانهم، وأن ما يعوزهم، فقط، هو المصالحة مع الشمس والاندماج في المجتمع.