بترقب تشوبه مخاوف بددها صعوب الحزب الاشتراكي إلى سدة الحكم في إسبانيا، تابعت الرباط الانتخابات التشريعية في الجارة الإسبانية، مراهنة على مواصلة بيدرو سانشيز لمساره على رأس الحكومة، بعد أن أبدى طيلة فترة توليه تفهما لمواقف المغرب على مستوى العديد من القضايا، يتقدمها ملف الهجرة، حيث كانت إسبانيا مدافعا عن المغرب داخل ردهات الاتحاد الأوروبي، ومكنته من الزيادة في قيمة التعويضات المادية عن حصر تحركات المهاجرين. ورغم الفوز غير المريح الذي توج به الاشتراكيون، إلا أن السقطة كانت مدوية لليميني "فوكس" الذي يدخل قبة البرلمان الإسباني لأول مرة في تاريخه، واليساري "بوديموس"، أكبر المزعجين للدبلوماسية المغربية، اللذين راهنا على حصد أصوات الإسبان لتحريك وزارة الخارجية ضد سياسات الهجرة المتبعة، فيما يواصل حزب "بوديموس" توفير حديقة خلفية لتحرك جبهة البوليساريو داخل المؤسسات الرسمية الإسبانية. ويعمل المغرب على ضمان موقف محايد للإسبان من قضية الصحراء، بعد أن عاشوا على وقع حركات تحرر منطقة "كاتالونيا"، وإصدار المملكة لموقف رافض لانفصالها. ومن جهة أخرى، يبقى ملف الهجرة مطروحا بقوة بين الطرفين، باعتبار إسبانيا أولى الدول الأوروبية المتضررة من تدفق المهاجرين غير الشرعيين على حدودها، وهو ما يضطرها على الدوام إلى التنسيق مع المغرب للتقليص من الموجات البشرية التي شهدت تناميا في الآونة الأخيرة. وفي هذا الصدد، قال نبيل دريوش، خبير متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، إن "النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الإسبانية لن تؤثر أبدا على العلاقات بين البلدين، بل يمكن اعتبار ما تم إيجابيا بعد فوز الحزب الاشتراكي ب123 مقعدا"، مشيرا إلى أن "بيدرو سانشيز بات يعرف المغرب جيدا بحكم السنة التي قضاها على رأس الحكومة". وأضاف دريوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "سانشيز ورفاقه يشكلون جيلا جديدا داخل الحزب، ويدركون جيدا أهمية حسن الجوار والمنافع الاقتصادية"، مشددا على أن "رئيس الحكومة تجاوز المرحلة الرمادية في العلاقات التي طبعت شهور حكمه الأولى، فقد زار المغرب خلال نونبر الماضي، كما شارك في قمة مراكش للهجرة، وأدلى بتصريحات إيجابية حول المغرب". وأوضح المتحدث أن "هناك توجها نحو استمرارية التعاون، بحكم العلاقات البراغماتية وشبكة المصالح المتحكمة"، وقلل من قوة أحزاب اليمين المتطرف، الذي ولج خطابه البرلمان من بوابة حزب "فوكس"، موضحا أنه "سيواصل معاداته للإسلام والمغرب والمرأة، وسيدعو إلى حمل السلاح، لكن ذلك لن تكون له تأثيرات كبيرة، فليست المعارضة هي من تتخذ القرار". وبخصوص نتائج حزب "بوديموس"، لفت صاحب كتاب "الجوار الحذر. العلاقات المغربية الإسبانية"، إلى كونه "يعاني من أزمات داخلية، وليس من أولوياته إزعاج المغرب في هذه المرحلة، وحتى لو شارك في الحكومة، فمن المستحيل أن يحصل على حقيبة وزارة الخارجية".