هناك وداعات نولد عبرها ومن خلالها.. وهناك وداعات تنهي جراحا وتداوي خدوشا.. توقف النزيف والاحتضار.. بعض الوداعات كالمخاض.. لا بد أن نعيشها.. لنشهد الميلاد الجميل.. نفقد.. لنجد.. لنولد كما نريد لنا.. لا تهربوا من لحظة الوداع، خوفا من الألم.. وحماية للنفس، فحيثما يلوح الخطر.. تلوح سبل النجاة.. فكونوا شجعانا لتختاروا الوداع حين اللزوم.. وتضعوا نقطة النهاية.. فقد ترسو مراكبكم على شواطئ أفسح.. والرحلة مغامرة.. والسعادة للقلوب الجريئة.. ودعوا المألوف.. أنصاف الحلول.. الأشخاص الذين يستنزفونكم ويسحبون منكم كل أرصدة الحب.. ولا يبقون، الأماكن المهترئة، المتعفنة بمرارة الذكرى.. ودعوا.. ودع كل شخص يريدك غيرك.. ليفصلك على مقاسه.. فتفشل أن تكون مقاسه.. وتنسى مقاسك.. ودع كل رقم.. كل حساب.. كل شخص تحس أن وجوده ألم.. ودع كل كتاب يجرك لإتمامه جرا.. فهناك اختراع اسمه: سلة الوداعات.. ودع السمفونيات النشاز.. ولا تسلم أذنيك إلا لبديع اللحن والكلام.. أنت تستحق.. فودع! ودع..ورحب بفراغ ستملأه بالأجود والأنفع ! ودع.. وعش الحداد.. وافتح قلبك من بعد للميلاد! ودع.. لأن الليل يعقبه النهار! وابتسم.. فليست كل الوداعات حزينة!