قال عامل إقليمالعرائش في كلمة ألقاها في الحفل الافتتاحيّ للملتقى الوطني الثّالث للهجرة الّذي ترأسه بالكلّية متعدّدة التّخصّصات بالمدينة، إنّ "الاستراتيجيّة الوطنية في مجال الهجرة واللّجوء التي يقودها الملك محمّد السّادس، الذي كان له الفضل في إرساء مقاربة شموليّة ذات بعد إنسانيّ، تجسّد التزام الدّولة المغربيّة بالاتفاقيّات والمعاهدات الدّوليّة في مجال احترام حقوق الإنسان". وأضاف المسؤول التّرابيّ أنّ "هذه المقاربة تعزّزت بعودة المغرب إلى الاتّحاد الأفريقيّ، وهو ما أّهّله ليحظى بلقب رائد الهجرة الأفريقيّة"، معتبرا أنّ هذه السّياسة تندرج كذلك في إطار الإستراتيجيّة الوطنيّة في مجال التّعاون الدّوليّ المبنيّة على الانفتاح على دول الجنوب، وجعلها شريكا اقتصاديّا أساسيّا للمملكة المغربيّة. من جانبه، نوّه ممثّل المؤسّسة الألمانيّة "كونراد أدناور" المقيم بالمغرب، ستيفن كروجر، بهذه المبادرة التّي تسلّط الضّوء على ظاهرة كونيّة، معتبرا أنّ "معظم دول العالم تعاني من آثارها، ممّا يستوجب تضافر الجهود الدّوليّة من أجل إقرار ميثاق دوليّ حولها، يراعي البعد الإنسانيّ والحقوقيّ"، مضيفا: "دأنا النّقاش حول قضايا الهجرة بعد أربعة شهور من انعقاد المنتدى العالميّ للهجرة والتّنميّة الذّي نظّم بمرّاكش بشراكة مغربيّة ألمانيّة، ونحن بصدد التّفكير فيما يمكن عمله في المغرب، وما تستطيع الحكومات الأوروبيّة تقديمه". وفي السّياق ذاته، اعتبر محمّد العربيّ كركب، عميد الكليّة متعدّدة التّخصّصات بالعرائش، أنّ "المغرب يعدّ من دول الجنوب التّي اعتمدت مقاربة تضامنيّة حقيقيّة مع المهاجرين الأفارقة"، مشيرا إلى أنّ هذا الملتقى الوطني الثّالث للهجرة المنظّم على مدى يومين، بمشاركة ثلّة من الأستاذة والباحثين والخبراء، تحت شعار "الهجرة بأفريقيا: الآفاق والتّحديّات على ضوء مخرجات الميثاق العالمي للهجرة"، يسعى لمناقشة شؤون الهجرة بالنّسبة للأفارقة، وكذلك لإيجاد أفضل السّبل للنّهوض بالرّأسمال البشريّ الأفريقيّ. وأعرب العميد عن أمله في "الخروج بتوصيات تمكّن كل الأطراف من النّهوض بشؤون المهاجر حتّى يعيش بكرامة"، خاصّة وأنّ "650 مليونا من البشر يعيشون خارج بلدانهم الأصليّة، أكثرهم أفارقة، وأغلبهم مجبرون على الهجرة، سواء بسبب الفقر أو الأزمات، أو بسبب التّغيّرات المناخيّة"، يضيف المتحدّث. من جهته، عدّد محمد المكوتي، ممثّل الوزارة المنتدبة المكلّفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في مداخلته، الجهود التّي يبذلها المغرب في هذا الورش تنفيذا للتّعليمات السّامية لصاحب الجلالة الملك محمّد السّادس الموجّهة للحكومة، "التّي بلورت سياسة وطنيّة جديدة في مجال الهجرة واللّجوء بالسّرعة المطلوبة"، مؤكّدا أنّ "المغرب عرف تحوّلا جذريّا في تدبيره لهذه الظّاهرة الدّوليّة منذ سنة 2013، وذلك بالموازاة مع التّحوّلات المرتبطة بالأبعاد العالميّة والإقليميّة والجهويّة والوطنيّة"، وهو ما جعل الحكومة المغربيّة "تعمل على خلق استراتيجيّة وطنيّة للهجرة واللّجوء، التّي تمّ تنزيل مضامينها ابتداء من سنة 2014". وأضاف المكوتي أنّ "هذه الاستراتيجيّة تضمّنت 12 مشروعا، و81 إجراء همّ إدماج المهاجرين اللاجئين بالتّراب المغربيّ، كما تضمّنت نظام حكامة يقوم بتتبّع تنفيذ الاستراتيجيّة وتقييمها ورفع التّوصيات إلى اللّجنة بين الوزارية في كل ما يطرأ من صعوبات قد تحول دون تحقيق بعض البرامج". واعتبر عبد السّلام الدّامون، منسّق المؤسّسة المتوسّطيّة للتّعاون والتّنميّة، التّي تنظّم هذا الملتقى بمعيّة كلّ من الوزارة المنتدبة لدى وزير الشّؤون الخارجيّة والتّعاون الدّوليّ المكلّفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والمؤسّسة الألمانيّة "كونراد أدناور"، بشراكة مع الكلّية متعدّدة التّخصّصات، والهيئات المنتخبة بإقليمالعرائش، (اعتبر) أنّ "تنظيم هذا الملتقى يأتي في إطار الدّفع بانخراط المجتمع المدنيّ في قضايا الهجرة عبر آلية الدّيمقراطيّة التّشاركيّة، وانفتاح المؤسّسات التّرابيّة عليها، إضافة إلى العمل على جعل الجماعات المحلّيّة تخصًّص بندا يتيح لها دعم المبادرات الهادفة إلى معالجة الظّاهرة". وشدد الدامون على ضرورة التّعاطي مع الهجرة عبر البعد الإنسانيّ وعدم الاقتصار في معالجتها على الجانب القانونيّ، معتبرا أنّ هذا التّوجّه "قد أصبح ملزما للمؤسّسات الدّولية، بدليل تواجد 11 مؤسّسة دوليّة في فعاليات هذا اليوم، إلى جانب حضور ممثّلين عن سبع سفارات أوروبيّة". يذكر أنّ الجلسة الافتتاحيّة لفعاليات هذا الملتقى قد اختتمت بتوقيع اتّفاقيّة إطار لإحداث مرصد جهويّ للهجرة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، مقرّه بالعرائش، يهدف إلى جمع المعطيات حول ظاهرة الهجرة، وتحليلها، وتشجيع البحث العلميّ والأكاديميّ حولها، إضافة إلى تقديم الدّعم المادّي والمعنويّ للمهاجرين في وضعيّة غير قانونيّة في أفق تسوية وضعيتهم.