على طريقة المهاجر المالي مامادو بفرنسا، تسلق مواطن مغربي واجهة مبنى مُؤلف من أربعة طوابق ببلدية "بورخوس"، التابعة لمحافظة اشبيلية بإقليم الأندلس الإسباني، من أجل إنقاذ مسنة إسبانية عالقة بين ألسنة اللهب. وأفادت مصادر إعلام إسبانية بأن الحريق شب في بيت المسنة الناجية من موت محقق بفضل التدخل السريع للمهاجر المغربي، الذي تسلق شرفة البناية وسط تصفيق وتشجيع الحاضرين المرعوبين، مشيرة إلى أن شجاعة البطل المغربي أنقذت حياة مواطنة إسبانية كانت تطلب النجدة. وزادت المصادر الإخبارية أن مقاطع فيديو وثقها متابعون أظهرت كيف أن الشاب المغربي، البالغ من العمر 43 سنة، تسلق دون تردد جدران العمارة حتى وصل إلى الطابق العلوي، مبرزة في المنحى ذاته أن عمدة البلدية المذكورة وسكان المنطقة أشادا بالعمل البطولي للمهاجر المغربي. وأوردت أيضا أن النيران التهمت جميع محتويات الطابقين العلويين، قبل أن تتمكن فرقة الإطفاء من إخماد الحريق في وقت قياسي، موضحة أن بلدية المنطقة قررت تقديم المساعدة المادية والنفسية للمتضررين، بالرغم من أنه لم تسجل إصابات في صفوف الأشخاص المقيمين بالعمارة. وصرح أحد شهود عيان بأن الشاب المغربي تسلق جدران البناية بغية مساعدة شخص مسن مغلوب على أمره، واصفا إياه ب"البطل الحقيقي"، فيما أكد مصدر أمني أن الحريق شب في أريكة بالطابق الثالث، إلا أن ألسنة اللهب انتقلت من قطعة أثاث إلى أخرى إلى أن وصلت إلى باقي الطوابق التي تضررت بالكامل. وقد تم نقل امرأتين كانتا متأثرتين بسبب استنشاق الدخان إلى ممركز استشفائي بالمنطقة قصد إخضاعهما للعناية الطبية اللازمة، في حين هنأت العديد من التنظيمات الحقوقية والسياسية المهاجر المغربي، مشيدة بحسه الإنساني حين شاهد مسنة تستنجد وتستعطف المارة لإغاثتها من موت محقق.