دعا المناضل اليساري محمد بنسعيد آيت إيدر الشباب المغاربة إلى المشاركة والانخراط الفعّال في المؤسسات من أجل التغيير بدل الانتقاد من بعيد، واعتبار المؤسسات لا قيمة لها. وأكد آيت إيدر، في ندوة عقدت مساء الأربعاء بالمعهد العالي للصحافة والاتصال بالدارالبيضاء، أن "أغلب الناس لا يهتمون، ويعتبرون أن المؤسسات لا قيمة لها، ولا يشاركون فيها، ومن يعتبر نفسه نظيفا يبتعد عن المجال حتى لا يتسخ". وأضاف المناضل اليساري أن "المؤسسات يجب أن يكون فيها ناس مزيانين، وجيل جديد يدافع عن مصالح المواطنين، ويغير موازين القوى، وطالما هناك إطار فيجب الاشتغال لتحقيق التقدم في البلد". وبخصوص عدم تمكن أحزاب اليسار، خاصة فيدرالية اليسار الديمقراطي، من الحصول على نتائج جيدة في الانتخابات السابقة، قال آيت إيدر إن "هناك عددا من الشباب غير مسجلين، وهذا من العيوب المسجلة على اليسار، وأنتقد هذا باستمرار، فالذي لا يشارك يجب إقناعه بالمشاركة". وأوضح آيت إيدر أن هذا الجيل "عليه أن ينخرط ويواجه المشاكل التي يعيشها المجتمع، ويجب المشاركة في الجمعيات المهنية، والاشتغال مع المواطنين"، لافتا الانتباه إلى ضرورة توجيه الأحزاب لهذه الفئة. وتحدث آيت ايدر عن مسألة التجنيد الإجباري الذي تم الشروع فيه، حيث أوضح أنه ليس ضد الخدمة العسكرية، "بل يجب أن يكون جيلنا مهيأ، لكن لا يجب أن تكون قضية أمنية لحل المشاكل". وطالب مؤسس حزب الاشتراكي الموحد بإطلاق سراح المعتقلين في حراك الريف، قائلا إن "قضية الاعتقال والطريقة التي تمت بها في حق المعتقلين تعتبران إهانة، ونندد بها ونطالب بإطلاق سراحهم". وأضاف أنه كان ضد طلب العفو الملكي لنشطاء الحسيمة، مشيرا إلى أن "هؤلاء ليسوا مجرمين حتى نطلب لهم العفو". وتابع قائلا: "ننصح الدولة بالعمل على إطلاق سراح المعتقلين من الريف وجرادة، وألا تقوم بمواجهة المطالب الاجتماعية بالعنف"، داعيا إلى جعل القضاء مستقلا بعيدا عن التعليمات. وقال آيت إيدر، الذي كان مهووسا بالصحافة في عهد الحماية، إن الصحافيين "مطالبون بلعب دور كبير، فحرية الصحافة في الجزائر كانت محدودة، لذلك لم يلعب الصحافيون دورا متقدما، وإنما الطلبة والمحامين هم من يقومون بذلك، ويطالبون بالتعددية والمواطنة". وأردف أن "الصحافيين يجب أن يلعبوا دورا إيجابيا لضمان حرية الصحافة والتعبير، والخروج من الخوف والعزلة، التي جعلت مستوى المؤسسات ضعيفا جدا، ومنها مؤسسة البرلمان التي صارت سوقا". وتطرق آيت إيدر إلى موقفه من القضية الوطنية، إذ استعرض ما عرفه هذا الملف في السنوات السابقة، قائلا إن "القضية الوطنية يجب أن تكون قضية مبدأ بغض النظر عن مساندة النظام من عدمه"، مضيفا أنه كان يرفض إلى جانب رفاقه ما ذهبت إليه الجزائر بخصوص هذه القضية. أما عن مرحلة التناوب ودعوة الراحل الحسن الثاني معارضيه إلى المشاركة في الحكم، فقال عنها آيت إيدر: "قال لنا في المفاوضات إنه يريد الحكم رفقتنا فيما تبقى من عمره، لكننا قلنا له إنه لا بد أن يكون هناك برنامج عملي حتى يراقبنا المجتمع، إلا أن الإخوة بالكتلة كانوا زربانين لتفادي السكتة القلبية، غير أن الكتلة هي التي أصيبت بالأزمة القلبية".