تطبيقاً لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ الموقع سنة 2016، صدر مرسوم تطبيقي في الجريدة الرسمية يقضي بإحداث النظام الوطني لجرد انبعاثات الغازات الدفيئة في المغرب. وبموجب هذا المرسوم، يُحدث لدى السلطة الحكومية المكلفة بالتنمية المستدامة نظام وطني يهدف إلى جمع ومعالجة المعطيات المتعلقة بأنشطة القطاعات التي تقذف الغازات الدفيئة في المغرب وكل المعطيات لإعداد التقرير الوطني للجرد. ويتألف النظام الوطني للجرد من لجنة وطنية للجرد ووحدة وطنية للجرد، يعهد للأولى بإبداء الرأي وتقديم كل المقترحات المتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها لدعم الجهود الوطنية في مجال مكافحة انبعاثات الغازات الدفيئة. كما ستتولى اللجنة المصادقة على المخطط السنوي للتكوين وتقوية القدرات، وتضم في عضويتها مختلف القطاعات الحكومية، إضافة إلى المندوبية السامية للتخطيط، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، ووكالة التنمية الفلاحية، والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، والمكتب الوطني للكهرباء والماء، والمجمع الشريف للفوسفاط. أما الوحدة الوطنية للجرد فيعهد إليها بضمان توفير نتائج الجرد وضمان تتبع أشغاله وإعداد مشروع التقرير الوطني لجرد انبعاثات الغازات الدفيئة، وذلك من قبل منسق وطني إلى جانب المنسقين القطاعيين. ويجب أن يصاغ هذا التقرير طبقاً لأحكام اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس، ويتم توجيهه كل سنتين إلى أمانة اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية. ويأتي اعتماد هذا النظام في سياق التزامات المغرب الواردة في الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها في مجال مكافحة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وكان آخرها اتفاق باريس بشأن تغير المناخ المعتمد بالمؤتمر 21 للأطراف. ويلزم هذا الاتفاق الدول بتحيين الجرد الوطني لانبعاثات الغازات الدفيئة كل سنتين، وإعداد بلاغ وطني كل أربع سنوات يشتمل على جرد وطني للانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية حسب مصادرها والانبعاثات التي تمتصها المصارف، إضافة إلى وصف شامل للإجراءات المتخذة من أجل بلوغ أهداف الاتفاقية. ويتوخى هذا الاتفاق احتواء ارتفاع معدل درجات الحرارة دون درجتين مئويتين مقارنة بمستويات درجات الحرارة في الحقبة ما قبل الصناعية، ومواصلة تنفيذ الخطوات الرامية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية. كما ينص اتفاق باريس "كوب 21" على أن تراجع جميع البلدان التزاماتها كل خمس سنوات بغية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب فيها، ويجب أن تسجل كل مساهمة من المساهمات المحددة وطنياً تقدماً مقارنة بالمساهمة السابقة.