دخل حزب النهج الديمقراطي على خط اعتقال خمسة مواطنين من دوار البرادعة بمدينة المحمدية، ضمنهم شخصان في وضعية إعاقة، عقب تنظيم ساكنة "الكاريان"، قبل أيام، لمسيرة احتجاجية ضد انقطاع التيار الكهربائي، بحسب ما أكدته الساكنة. ونددت الكتابة المحلية لحزب النهج الديمقراطي بالمحمدية بهذا الاعتقال الذي طال خمسة من أبناء الدوار، آخرهم شاب سلم نفسه للمصالح الأمنية أمس الاثنين، وطالبت "بالاستجابة لمطالب دوار البرادعة وإطلاق سراح المعتقلين الخمسة". ودعت ساكنة دوار البرادعة، في بلاغ تم تعميمه بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى إطلاق سراح المعتقلين، معبرة عن رفضها "للمقاربة الأمنية في معالجة المشاكل الاجتماعية للساكنة"، مطالبة في الوقت نفسه بحقها "في السكن اللائق والعيش الكريم"، ورفضها "لسياسة التهميش". وتعيش ساكنة "كاريان" البرادعة بالمحمدية أوضاعا اجتماعية مزرية لم تستطع السلطات المحلية والمنتخبة المتعاقبة وضع حد لها، الشيء الذي يزيد من جعل هذه المنطقة بؤرة سوداء في "مدينة الزهور" التي تشتهر بكثرة أحياء الصفيح. وتأتي عملية الاعتقال التي طالت خمسة مواطنين، بحسب بلاغ للساكنة، عقب المسيرة التي تم تنظيمها إثر انقطاع التيار الكهربائي، موردة أنها "تفاجأت بعد انتهاء شكلها الاحتجاجي بمداهمات ليلية لمجموعة من الشباب واعتقالهم دون وجه حق سوى دفاعهم عن حقهم المشروع في الاستفادة من الكهرباء والسكن اللائق"، بتعبير البلاغ. وأشارت الساكنة إلى أن الجلسة الأولى لمحاكمة الشبان الخمسة عرفت خلالها المحكمة الابتدائية بالمحمدية "تطويقا أمنيا منعت من خلاله الساكنة من دخول الجلسة العلنية، كما يعرف حي البرادعة عسكرة وحصارا أمنيا". من جهتها، قالت الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان إن ساكنة البرادعة، كما باقي أحياء الصفيح بالمحمدية، "تعيش ظروفا حاطة بالكرامة تتعاطى معها السلطات المحلية بسياسة النعامة مقابل إفساح المجال للوبيات العقار المتغولة في المدينة التي تتربص بأرض عمرتها ساكنة البرادعة لأكثر من نصف قرن، وجشع شركة التدبير المفوض ليدك التي تستغل المشاكل من أجل مضاعفة أرصدتها الربحية". واستنكرت الهيئة المذكورة اعتقال هؤلاء الشبان لكونهم "اختاروا ممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن تظلماتهم بعدما صدت أمامهم أبواب السلطات المحلية"، مؤكدة أن التظاهر السلمي حق مكتسب تضمنه كل المرجعيات الوطنية والدولية.