على ضفاف واد أم الربيع، بمنطقة "مشرع بن عبو"، شرعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في إنتاج الشتائل الغابويّة، التي تروم تدبير البذور الغابوية والمحطات الجهوية للبذور وأيضا المشاتل الغابوية. وزار عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات، بحضور مسؤولين على رأسهم عامل إقليمسطات، الأربعاء، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغابات، مشروع إنتاج الشتائل الغابويّة، من خلال زيارة إلى المشتل الغابوي بن عبو. ويندرج هذا المشروع، حسب مندوبية المياه والغابات، في إطار إنتاج الشتائل الغابويّة التي همت بالأساس تدبير كل من البذور الغابويّة والمحطات الجهوية للبذور وكذا المشاتل الغابويّة، وذلك بالنظر إلى الأهمية التي تشغلها التوعية لضمان نجاح برامج التشجير وتحسين المراعي الغابويّة. وأكد الحافي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مسألة تدبير البذور وإنتاج الشتائل تهدف إلى المحافظة على التشكيلات الغابويّة المنتجة للبذور وتطوير وتحسين نوعية الأغراس، مشيرا إلى أنه جرى إنشاء 12 مشتلا جهويا ذَات سعة كبيرة، تسمح بإنتاج أزيد من 80 بالمائة من الإنتاج الوطني بجودة محسنة. وانتقل ممثلو المندوبية السامية للمياه والغابات إلى غابة بوسكورةبإقليم النواصر، التي عرفت زيارة قام بها الوفد بحضور عامل الإقليم، عبد الله شاطر، إلى "بيت الطبيعة" المتواجد وسط الغابة التي تعد رئة الدارالبيضاء. وفِي إطار ترسيخ القيم التي تعنى بالبيئة، وحرصا من المندوبية على التشبث بالتربية البيئية، وتغيير السلوك الفردي من خلال القيام بأنشطة تعود بالنفع على الطبيعة، شهدت غابة بوسكورة إقدام عبد العظيم الحافي على غرس بعض شتلات الأشجار إلى جانب عامل النواصر؛ وذلك بحضور عدد من الأطفال الذين شاركوا في هذه العملية. ولفت المندوب السامي، ضمن تصريحه، إلى أن هذه الخطوة تروم توعية الناشئة والمواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والمجال الغابوي، مشيرا إلى أن غرس الأشجار في غابة بوسكورة يهدف إلى إعادة تأهيلها لأن نموذجها بدأ يتغير؛ "فهي غابة تم تشجيرها في الستينيات، لكن بحكم ظروف التربة وغيرها كان لزاما أن نتكيف مع هذه المعطيات للحفاظ عليها، لأنها هي المتنفس لساكنة الدارالبيضاء". ووضعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر برنامجا خاصا بإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الغابوية برسم موسم 2019-2020، على مساحة تقدر ب44 ألف هكتار، بمبلغ مالي قدر بحوالي 350 مليون درهم، موزعة على 19300 هكتار لتخليف الغابات الطبيعية و17500 هكتار تهم التشجير الاصطناعي و7200 هكتار تهم تحسين المراعي الغابويّة. وأكدت المندوبية أنها تعمد إلى تعزيز غرس الأصناف الغابويّة المحلية الملائمة، إذ إن 30 بالمائة من برنامج التشجير يهم الأرز والأركان والبلوط الفليني، وذلك حرصا منها على ضمان التأقلم مع التغيرات المناخية. وأشارت المندوبية في معطيات قدمتها إلى أن المجهودات المتواصلة التي بذلت مكنت من جعل الغطاء الغابوي، الذي كان في تراجع بنسبة 1 بالمائة في العشرية 1990-2000، يعرف نموا في العشرية 2000-2010 بنسبة 2+ بالمائة.