احتفاء باليوم العالمي للغابات الذي يصادف تاريخه 21 مارس من كل سنة، نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، الأربعاء، زيارة ميدانية لمشتل بن عبو بسطات وبيت الطبيعة بغابة بوسكورة، من أجل الوقوف على مختلف الجهود المبذولة للنهوض بالمجال الغابوي وتنوعه بجهة الدارالبيضاءسطات. وبمناسبة هذه الاحتفالية المنظمة تحت شعار "الغابات والتعليم"، أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي أن إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الغابوية والمحافظة على التنوع البيولوجي يشكلان دعامتين أساسيتين في المخطط العشري المعتمد للفترة الممتدة ما بين 2015و 2024. وأشاد، في هذا الصدد، بالمجهودات المبذولة من قبل مختلف المتدخلين في هذا القطاع، من أجل العمل على المساهمة في تأمين نجاح برامج التشجير، وتحسين المراعي الغابوية. وأبرز أنه بفضل هذه الاستراتيجية والمجهودات المتواصلة، فإن الغطاء الغابوي الذي كان في تراجع بنسبة ناقص1 في المائة في العشرية 1990-2000 أصبح يعرف نموا في العشرية 2000-2010 بنسبة زائد 2 في المائة، معتبرا ذلك بالمكسب المهم الذي يدفع بالمندوبية الى مواصلة هذه الاستراتيجية خلال العشرية الحالية، والاقتداء بالتجارب والمعايير الدولية الناجحة من أجل بلوغ الأهداف المنشودة. ووفقا لتقارير جاءت بها منظمة الأغذية والزراعة (فاو) حول حالة الغابات في العالم وتطورها، فقد تم تصنيف المغرب، من بين أفضل25 بلدا ، وذلك بفضل النتائج الإيجابية المحصل عليها جراء التعديلات التي اعتمدها في برامجه وسياسته الوطنية المسطرة لتدبير المجالات الغابوية. وقد توجت أنشطة هذه التظاهرة، التي حضرها على الخصوص كل من إبراهيم أبو زيد عامل إقليمسطات والسيد عبد الله شاطر عامل إقليم النواصر، بعملية غرس الأشجار في إطار حملة تحسيسية بيداغوجية يتوخى من ورائها ترسيخ روح الاهتمام بالبيئة في صفوف التلاميذ والبراعم الصاعدة. وتندرج هذه الالتفاتة النبيلة في إطار سلسلة من البرامج البيئية الطموحة التي أطلقتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لفائدة مؤطري ومنشطي المجال الإيكولوجي بالمخيمات الصيفية وبمختلف المؤسسات التعليمية عبر المملكة، وذلك في ظل شراكات أبرمتها مع كل من وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة، ويكمن هدفها الرئيسي في استفادة أكبر عدد ممكن من الأطفال من برامج التربية البيئية. وللإشارة فعدد الأطفال المستفيدين من برامج التأطير البيئي بالمخيمات الصيفية المنظمة بالغابة يعد سنويا بما يربو عن 40 ألف طفل، أما بالنسبة للخرجات الميدانية التي يؤطرها منشطون بيئيون في الغابات الحضرية والمحيطة بالحواضر، فعدد المستفيدين منها يفوق 20 ألف طفل في كل سنة. ومن جهة أخرى، واستنادا إلى إحصائيات المندوبية، فبرنامج إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الغابوية وتخليفها يشغل برسم الموسم 2019 -2020 مساحة تقدر ب 44 ألف هكتار بمبلغ مالي يقدر ب 350 مليون درهم، موزعة على 19 ألف و300 هكتار لتخليف الغابات الطبيعية، و17 ألف و500 هكتار تهم التشجير الاصطناعي، و 7 آلاف و200 هكتار تهم تحسين المراعي الغابوية . ولإنجاز هذا البرنامج، يقدر عدد الأغراس المنتقاة ب 33 مليون شتلة، وذلك بتكلفة 45 مليون درهم، منها 51 بالمائة من الصمغيات و 49 بالمائة من الورقيات. كما يقدر عدد أيام العمل التي يمكن أن يولدها برنامج إعادة بناء النظم الإيكولوجية للغابات الخاص بموسم 2019-2020 بنحو 4 ملايين يوم عمل. وحرصا منها على ضمان التأقلم مع التغيرات المناخية، تعمد المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر إلى تعزيز غرس الأصناف الغابوية المحلية الملائمة، بحيث أن 30 بالمائة من برنامج التشجير يهم أساسا الأرز والأركان والبلوط الفليني.