على امتداد ما يقرب خمسة عشر يوما، نصبت مناورات "الأسد الافريقي" لسنة 2019 مستشفى عسكريا بضواحي مدينة طاطا، استفاد السكان من أطقمه الطبية المختلطة بين أمريكيين ومغاربة وبريطانيين، وذلك ضمن البرنامج المحدد لهذه السنة الذي اختار منطقة طاطا نظرا إلى الحاجة الماسة لقاطنيها إلى مختلف الخدمات الطبية. هسبريس زارت، ظهر أمس الثلاثاء، المستشفى الميداني الذي استفاد من خدماته الطبية أزيد من 6549 شخصا منذ يوم 25 مارس المنصرم، وهمت الفحوصات مختلف التخصصات من الطب العام والخاص، حيث وفر المستشفى أطباء لأمراض السكري والعيون والأذن وغيرها، كما سلمت للمستفيدين أدوية مجانا، وأزيد من 1148 نظارة طبية. وتوافد سكان منطقة طاطا من مختلف الدواوير المجاورة للمستشفى بغية الاستفادة من العلاج أو الدواء، وكذا الاستشارة الطبية لمواصلة عملية التطبيب في مستشفيات مجاورة أو على الصعيد الوطني. ووصل مجموع المستفيدين من خدمات المستشفى الميداني 10.838، بينهم 1218 طفلا مثلوا نسبة 20 في المائة، و2398 امرأة بنسبة وصلت 44 في المائة، و1876 رجلا بنسبة قدرها 34 في المائة، فيما احتل الطب الباطني صدارة التخصصات التي جاء من أجلها السكان، برقم بلغ 3375 زيارة، ووصل مجموع الزيارات لمختلف التخصصات 10.128. وحسب وافدين على المستشفى التقت بهم هسبريس، فقد استفاد السكان من فحوصات بالمجان طيلة الأيام الماضية، معبرين عن امتنانهم للفرصة التي منحها إياهم المستشفى الميداني من أجل التطبيب، خصوصا بعد توفير بعض التخصصات التي تتطلب تنقلا صوب مستشفيات بعيدة. محمد لملاوي، دكتور في طب العيون، قال إن "الوفدين العسكريين الرسمين لكل من المغرب والولايات المتحدةالأمريكية وقفا على مختلف الخدمات التي يقدمها المعسكر الطبي الجراحي الميداني الذي جاء في إطار مناورات الأسد الافريقي لسنة 2019". وأضاف لملاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الطاقم الطبي وشبه الطبي الحاضر قدم فحوصات طبية لسكان طاطا، كما أن الأطباء بدورهم تمكنوا من تعميق تجاربهم وخبراتهم من خلال فرصة اللقاء التي وفرها المستشفى الميداني". من جهتها، قالت كريستين بيركال، قائدة الحرس الدولي لولاية يوتا الأمريكية، إن "المستشفى الذي حط الرحال بطاطا ضمن برنامج الأسد الافريقي لسنة 2019، فرصة للتعاون بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية"، مشيرة إلى استفادة السكان من العديد من الفحوصات، موردة أن "الأسد الافريقي فرصة للبلدين من أجل التلاقي والتدرب". يذكَر أن عملية "الأسد الإفريقي" عبارة عن مناورات عسكرية مجَدْولة سنوياً، تهدف إلى تحسين التشغيل والفهم المتبادل لتكتيكات كل دولة وتقنياتها وإجراءاتها. وتقود قوات مشاة البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا مناورات الأسد الأفريقي لسنة 2019. وترعى القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا هذه العملية، وتشمل التدريب العسكري في أنشطة القيادة وأنشطة أكاديمية وتدريباً ميدانياً، وجميعها تُركز على مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة، فضلاً عن التدريب على الطيران ومهمة المساعدة المدنية الإنسانية وحوار كبار القادة.