دفعت زيارة الملك محمد السادس إلى العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، حيث استقبل العاهل الأردني، عمال النظافة إلى تأجيل الإضراب الذي كان مقررا تنظيمه احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشونها وغياب الحوار مع السلطات المختصة. وقررت المكاتب النقابية لعمال شركات النظافة والعمال الجماعيين الموضوعين رهن إدارتها بجماعة الدارالبيضاء تأجيل الإضراب والوقفة الاحتجاجية التي كان مزمعا تنظيمها أمام مقر الجماعة، أمس واليوم الجمعة، إلى حين انتهاء الزيارة الملكية. وحسب المكتب النقابي، المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، فإن هذا التأجيل يأتي بعد الوقوف على الزيارة الملكية إلى العاصمة الاقتصادية، حيث كان سيتسبب الإضراب في حال تنفيذه في إغراق المدينة في النفايات أكثر مما هي عليه حاليا. وكان المكتب النقابي أعلن خوض إضراب مع الاحتجاج أمام مقر الجماعة، ردا على ما أسماه "ظروف العمل المتردية، وكذا تقاعس السلطات والمجلس عن تفعيل مضامين الاتفاق الذي تم توقيعه سابقا في عهد الوالي عبد الكبير زاهود". وكشفت النقابة، في بلاغ توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منه، أن عمال النظافة يعانون من عدم تسوية أجورهم خلال الفترة الانتقالية في تدبير القطاع، وغياب شروط الصحة والسلامة المهنية. ودخل عمال النظافة المنضوون تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على خط هذه الأزمة، إذ قرروا بدورهم خوض إضراب إنذاري لمدة يومين ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، مصحوب بمسيرة احتجاجية انطلاقا من مقر النقابة بدرب عمر في اتجاه مجلس المدينة. وأكدت النقابة المذكورة أن خوضها هذه الخطوة التصعيدية يأتي "للمماطلة في أداء أجور العمال، وعدم توفير وسائل العمل، وكذا تهالك أسطول الآليات والشاحنات؛ ناهيك عن عدم توفير شروط الصحة والسلامة المهنية". كما شددت النقابة نفسها على عدم إصلاح مطرح النفايات الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياة السائقين، ما قد يخلف كارثة اجتماعية وإنسانية، مطالبة بفتح "نقاش حقيقي جاد ومسؤول في ما يتعلق بمطالب عموم الأجراء وتحسين وضعيتهم الاجتماعية لخلق ظروف جيدة لانطلاق النسخة الثالثة من عقد التدبير المفوض". وكان والي جهة الدارالبيضاء، سعيد أحميدوش، أوقف الصفقة التي آلت إلى شركتي "ديرشبورغ" و"أفيردا"، الأمر الذي أزعج مسؤولي الشركتين اللتين كانتا تنتظران الشروع في العمل بشكل رسمي وفق دفتر التحملات الجديد، الذي يراهن عليه مجلس جماعة الدارالبيضاء من أجل القضاء على الأزبال المنتشرة في كل مكان.